للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فأين العلم بالإسلام وبنهضة المسلمين ممن يكتبون هذه الكتابة وهم محسوبون بين أبناء وطنهم ممن يحسنون الخوض في هذه الشؤون؟

على أن الجهل بالأخبار الواقعة لا يقل عن الجهل بالعقائد النفسية والشعائر الدينية، فقد كتبت مجلة أمريكية أخرى اسمها (أخبار الأسبوع) تقول بعنوان: (الخليفة فاروق):

(لما دخلت تركيا الحرب في سنة ١٩١٤ أعلن السلطان عبد الحميد (هكذا) باعتباره خليفة المسلمين الدعوة إلى الجهاد أو الحرب المقدسة على الحلفاء الكافرين، وقد فشلت هذه الدعوة ولكنها كلفت بريطانيا العظمى وفرنسا وهما تحكمان مائة مليون وستة ملايين من المسلمين نفقات جمة في مقاومتها بدعوة أخرى، وبذلت الدولتان تلك النفقات وهما خائفتان.

(ثم ألغى كمال أتاتورك الخلافة في سنة ١٩٣٤ بعد إقصاء السلطان.

(ثم قام موسوليني ينادي بأنه حامي الإسلام ويستثير العرب على بريطانيا العظمى في فلسطين وغيرها من البلاد. وشاع أنه أراد بعض حكام العرب من أصدقائه على أن ينصب نفسه للمبايعة بالخلافة، وإن كان الأمل في نجاح الجهاد اليوم أضعف من ذلك الأمل في سنة ١٩١٤ مكتفياً بما تستطيع تلك الخلافة من المضايقة في بعض الأحوال).

وبعد أن أشارت المجلة إلى منافسة بريطانيا العظمى في هذه الحلبة قالت ما خلاصته أن صاحب الجلالة الملك فاروق بويع في الأسبوع الماضي بالخلافة في مسجد قيسون العظيم، وأن خمسمائة ضابط هتفوا فجأة للخليفة الفاروق! وأن أمراء العرب شهدوا ذلك الحفل كأنما كان شهودهم إياه من قبيل المصادفة.

هذه أمثلة من جهلهم بعقائد المسلمين وأخبار بلاد المسلمين، وهم يهتمون جد الاهتمام بنهضة المسلمين.

ويرجع هذا الخلط إلى أسباب: بعضها مقصود، وبعضها غير مقصود.

فمن الأسباب ما هو مقصود لأغراض سياسية أو تجارية كتمثيل المسلمين في صورة تسوغ للدول المستعمرة أن تعاملهم معاملة المتأخرين الذين لا يصلحون لقوانين الحضارة وقواعد الحرية

ومن الأسباب ما هو مقصود لأغراض فنية ونعني بها الرغبة في التأثير والإغراب وتشويق القارئ إلى العجائب التي لا يألفها في بلاده وبين أبناء وطنه. ومن الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>