للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بمخلفاتهم، ونشير إليهم كلما أعوزتنا الحقيقة إلى إثبات شخصيتنا، وأخذتنا النشوة بالتيه. نفخر بهم، ونتحدث بمجدهم، ولا نخجل من أنفسنا لا يكون لنا، نحن أبناء الحاضر، في ذلك فضل. بل نقف موقف الغراب الذي لبس ريش الطاووس فما كان ذلك يرفعه عن أن يظل غرابا. . .

أولئك الأجداد العظام النابهون، لهم علينا ذمة، ما أحرى بنا أن نفى دينها، ونؤدي حقوقها. فهم لم يتركوا لنا ما تركوا ليلزمونا الفخر بهم جزافا، ونحن قعود. ولكن لنكون جديرين بأن نرث عنهم ذلك المجد، وبررة بجميل ذلك التراث الموهوب فحبذا لو نعمل جميعا لوصل حلقات هذه العظمة، واضعين نصب أعيننا دائما هذه العبارة الخالدة

إن سئلنا ما تركنا ... بعدهم ماذا نجيب؟

مصدر المدنيات

كان فريق من علماء الغرب ينسبون الأسبقية في تاريخ الفن الجميل إلى الإغريق. وإنها المصدر الذي تدرجت عنه ثقافات البشر وقلما كان يعترفون بفضل لمصر.

وبالرغم من إن البحوث الأثرية والاستكشافات قد نشرت على الأفكار نورا بان الإغريق إنما أخذت قسطا كبيرا من ثقافتها عن مصر التي سبقت حضارتها حضارة الإغريق بأكثر من ثلاثة آلاف عام، فان بعض آراء المتعنتين نحو مصر ظلت إلى حين، على نكران فضل مصر وعدم اقتباس الأمم عنها.

وقد يكفي أن ندلل على ذلك بتلك الكلمة النزيه التي انصف بها مصر (السير دنيسون روس) مدير مدرسة العلوم الشرقية بانجلترا، في الكتاب الذي قدمه علماء الإنجليز إلى حضرة صاحب الجلالة فؤاد الأول ملك مصر، بأسم (الفن المصري في جميع العصور، والتي دحض بها تلك الآراء العتيقة. حيث قال: - (مصر هي مهد الفنون. ولولا بقاء كثير من آثارها الأولى حتى يومنا هذا، لقامت معلوماتنا عن التاريخ الأول للفنون على الحدس والتخمين. وكلما زدنا علما بأعمالها الجليلة تبين لنا ما تدين به الفنون المتآخرة لمصر، وزاد جلاء، خذ مثلا الأبحاث الأخيرة التي جرت في صقارة، فإنها أثبتت نهائيا إن العمود المزماري (الذي يشبه الناي أو المزمار) - تطور ووضعت فكرته بواسطة الفنانين المصريين (١) ومن جهة أخرى فان تأثير مصر في آراء البشر وأفكارهم ليس اقل شأنا

<<  <  ج:
ص:  >  >>