للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

من تأثيرها في عالم الفنون وسجلاتها تعتبر اقدم كنز في تاريخ الإنسانية بأجمعها (وحينما بدأت مصر تسترعي انتباه الغرب كان شارحو مدنيتها هم رجال اللغة والمؤرخون. وأما قيمة آثارها، وما فيها من معان، فكانت من الأشياء التي تكاد لا تعرف. وقد حلت رموز الكتابة الهيروغليفية وقرأت. ولكن ما كان عندنا من تعصب موروث من ثقافتنا القديمة وتفكيرنا الحديث، عاقنا عن أن نقدر فنا كهذا الفن، كل ما فيه غريب علينا. ولقد كان حتما على عالم الفنون أن يجاهد زمنا طويلا، كي يتخلص من براثن الفكرة الإغريقية، ويقترب من آثار الفراعنة البديعة، ويلقي عليها نظرة بريئة خالية من التحيز).

وإليك كلمة أخرى، للأميرة بيبسكو، وقد يذكر القراء اسم سموها حيث تردد ذكره في مؤتمر الطيران الذي عقد بمصر أخيراً. وهي عقيلة رئيس المؤتمر - في رسالة لها بعنوان (يوم مصر) ' إذ قالت عند ذكرها للعمود المزماري في سقارة الذي سبق الكلام عنه:

(لقد وجدت مهد الفن الإغريقي. فان (إمحتب) وهو مهندس الملك (زوسر) أول من استعمل الحجارة الرملية في مصر). وجاء بين كتابات المصريين القدماء إن هذا الفنان رفع إلى صفوف الآلهة لقيامه ببناء الهياكل. وليس هناك ما يدعو للدهشة في ذلك، لان عليها مسحة قدسية، ولأنها اجمل بكثير من تلك المشاهدة في الاكروبول، التي تشابهها. وقد تفوقها من أنها أتم تهذيباً. ويرجع تأريخ هذه الأعمدة المصرية إلى ما قبل (فدياس) بثلاثين قرنا. (وإني لاحس، عندما انظر اليها، بذلك الصلف الذي كان يركب رؤوس ما سبقونا. وها مصر قد فازت أخيراً بقصب السبق. أما هؤلاء الذين تحيزوا للفن الإغريقي ضد الفن المصري، فيجب أن يخفضوا رؤوسهم من الخزي بعد استكشاف أعمدة صقارة).

<<  <  ج:
ص:  >  >>