للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

آيات مفصّلات فاستكبروا وكانوا قوماً مجرمين. ولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى أدعُ لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمَننَّ لك ولنرسلنَّ معك بني إسرائيل. فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون) سورة الأعراف

وقال تعالى: (ولقد أوحينا إلى موسى أن أسْرِ بعبادي فاضرب لهم طريقاً في البحر يبساً لا تخاف دَركاً ولا تخشى. فأتبعهم فرعون بجنوده فَغشِيهم من اليم ما غَشِيهم وأضل فرعون قومه وما هدى) سورة طه

فأنت ترى أن ما أصاب آل فرعون من الجدب ونقص الثمرات وما أرسل عليهم من الطوفان والجراد الخ لم يبلغ من الشدة والروع بعض ما يبلغ العصف والدمدمة والخسف والتدمير. أما إغراق فرعون ومن أتبع بني إسرائيل من جنده فلعصمة الفارّين من كيدهم وبطشهم، والأمر لا يعدو هنا وقع الأذى على كل حال. على أن عددهم بالنسبة لجمهرة الكافرين الكائدين جدُّ قليل

وأما المعجزات فحسبك منها معجزات موسى عليه السلام إذ ألقى عصاه فإذا هي حية تلقف ما يأفِك الساحرون وإذ ضرب بها الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عيناً، وإذ ضرب بها البحر فانفلق فكان كلُّ فِرْقٍ كالطَّود العظيم

وحسبك منها معجزات عيسى عليه السلام. قال تعالى: (ورسولاً إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله وأُبرِيْ الأكمةَ والأبرصَ وأُحيي الموتى بإذن الله، وأُنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم، إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين). (آل عمران)

الطور الثالث:

وبعد فإن بمعجزات عيسى عليه السلام، قد ختُم هذا الضربُ من الخوارق التي تجري على أيدي الرسل، يتحدَّون بها المخالفين المعاندين، ويثبتون بها أن ما جاءوا به إنما هو من عند الله، وكيف لا وقد أيدهم منها بما يخالف سنن الكون وينِدّ على طبائع الخلق

أما بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، ففوق أنها تشارك بعثة عيسى عليه السلام في تجرُّدها من الأحداث التي مر بك بعض وصفها، فلا عصفَ ولا خسف، ولا رياحَ عاصفة، ولا زلازلَ مدمدمة، ولا شيء من هذا ولا ما دونه مما يزعج النفوس ويدخل الروع على

<<  <  ج:
ص:  >  >>