للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ولكن يأبى الله إلاّ أن يُتم نورهَ. فلقد أسلم أهلُ يثرب وآمنوا بالله ورسوله، وأعدّوا أنفسهم للذياد عن دينه مهما جشّمهم الأمر من التضحية في سبيل الله بالأموال والأنفس والأولاد. هذا شعبٌ قويٌّ بَعدده، قويٌّ ببسالته، قويٌّ بإيمانه. يدعو الرسول ليتسلَّم زمامَه، ويتولّى قيادَه، ليثبَّت من الإسلام دِعامَه، ويرفع أَعلامَه، ويَبسط في الأرض حكمَه وأحكامَه. وكذلك يهاجر محمد في سرّ من معشره العاتين إلى المدينة، حيثُ يعز الله الدين، ويذُل الشرِك، ويفتح الله لنبيه الفتح المبين، وينصره النصر العزيز

وتعلو كلمةُ الإسلام في العالَم ويسود حكُمه أقطارَ الأرض. ثم لا يمضي أكثرُ من قرن ونصف قرن حتى ينشئ بفضل تحكيم العقل وإطلاق حرية الفكر أزَهى حضارة عرفها التاريخ، تجود في ظلها القرائحُ بأجدى العلوم وأندى الفنون، مما لا تزال آثاره، ولو على أيدي غير أهله، ثابتةً على وجه الزمان!

أرجو أن تكون أنت أيضاً قد آمنتَ بأن يوم الهجرة هو أعظمُ يوم في التاريخ

عبد العزيز البشري

<<  <  ج:
ص:  >  >>