وعمل بالأركان. وكأني بهم جميعاً قد تناسوا جانبه العاطفي، ولو ذكروه ما وقعوا في كثير من خلافاتهم. فالإيمان على أنه حقيقة وفكرة قد لا يقبل الزيادة والنقص، أما الإيمان الذي هو عاطفة تتأجج لحظة وتخمد أخرى فثمة مجال فسيح لزيادته ونقصه، ويتبع هذا طبعاً أن يكون الاعتقاد قوياً أو ضعيفاً جازماً أو غير جازم. ولا شك في أن الأعمال الخالصة تنميِّه والأقوال الصالحة تغذيه، ومن ذا الذي ينكر ما للدعوة والإرشاد من أثر في تربية النفوس وتهذيبها وما للتقرب والعبادة من قدرة على ربط الأرواح ووصلها بعالم النور والفيض
ولا يضير الاعتقاد في شيء أن يُدْفِئه القلب بحرارته، وتمده الروح بأسرارها. والعواطف كانت ولا تزال، من أهم بواعث التفكير ودواعي العمل. والجماهير أخضع عادة للغة القلوب منهم للغة العقل والمنطق، ورب عاطفة قوية أعون على تحقيق غايات سامية من تفكير عميق.