والأظفار. لا تزال خيلاء المجد مجد الديكة المنتفشة المزدهية تسوق الناس في ضباب من الشعر إلى الجحيم. . حتى المسلمون قد أخذهم الهول من كل جانب وغشى ضباب الزمان وظلال الإنسان على عيونهم فنسوا ما بين أيدهم من العواصم. . . نسوا مضخات الحريق واندمجوا في المحترقين. . .
ما الذي نملكه لإصلاح غدنا وغد الناس؟
سأجرد الأهم من التركة فاقرءوا الأسماء:
نملك اعتقاداً صافياً ليس فيه شيء يفسد على العقل الإنساني أُلْفَته؛ إذ أن إلهنا هو إله الطبيعة الذي يدرك العلماء والحكماء والفلاحون السائرون على الفطرة أسماءه وصفاته كما ندركها نحن.
ونملك سماحة في النظر إلى القاصرين الذين لم يدركوا إدراكنا ولم يعتقدوا اعتقادنا ولا نحمل أحداً على ترك دينه إلى ديننا كرها.
ونملك سلاماً عميقاً في أرواحنا ننشد له في صلواتنا نشيداً لم يترك جهة من جهات الحياة إلا ألقى عليها الأمان والدعاء: فسلام على النبي، وسلام على العباد الصالحين للحياتين، وسلام على النفس وإيحاء لها به في هذا الموقف العظيم بين يدي رب الحياة ودخول في السلم كافة وجنوح إليها مع الجانحين، وتحية بيننا سلام.
ونملك كتاباً تنزل آياته دائماً من السماء. . . لأن صور الدنيا وحرب الخير والشر وتقلبات النفس في الهدى والضلال ومظاهر المجتمع وظواهر الطبيعة هي مادة ألفاظه وهي مادة الحياة.
ونملك حلاً دائماً لمشكلة الفقر والغنى مشكلة المجتمع. . . مادة الدمع والدم، مادة الدعوات والأحزاب، مادة الثورات والحروب.
ولا ندين بعصبية جنسية ولا دموية ولا لونية. ولا نقدس الوطنية والمحلية هذا التقديس الوثني الضيق.
ونملك الرحمة بكل حي ذي كبد رطبة إنساناً أو حيواناً، عدواً أو صديقاً.
ونملك تقديس حريات الحياة فلا يهدر حق نفس في نظامنا إلا بحق الحياة.