تأثم، حتى فترت غيرتهم، وامحت نخوتهم، فتضعضعت قوة الملك، ووهى صرح المجتمع، ولم تلبث دولة الرومان العظيمة أن تساقط ملكها، وانتزع الفساد شوكتها، وراحت صريعة الشر الاجتماعي الذي نزل بالمرأة من عليائها إلى الحضيض، وهوى بالدولة معها إلى الفناء.
ولقد نسمع المفكرين وذوي المذاهب الإصلاحية الاجتماعية يتصايحون اليوم: أن ارجعوا بالمرأة إلى ما خلقت له، وجنبوها مزالق الاجتماع، واجعلوا تحت نظرها كتب التهذيب الديني، والتدبير البيتي، لتروي أبناءها من منابع الدين وأصول الفضائل، وتحكم بتدبيرها نظام الأسرة الذي أوشك يتداعى. فهل من سميع؟ وهل من مجيب؟ لنا في تراثنا مرجع لصد العابثين، وإيقاظ السامدين. إن في تربية الإسلام للمرأة ما يوفر لها حريتها ومجدها وكرامتها.