وصفاها وجعلها معالم واضحة خالصة من براهين التحقيق العلمي، وإسهاب الفن القصصي، فصارت قضايا موجزة باتة حاسمة، ثم عرضها بهذا الأسلوب الحواري أو التمثيلي كما كان يتحدث الرسول وصحابته والمتصلون بسيرته قديماً إلا ما لم يرد فيه نص. وكان توفيق الحكيم بعد ذلك حذراً محتاطاً لم يمس الموضوع إلا بخفة وإن كان الأسلوب من تقسيمه وابتكاره
كان هؤلاء الكتاب، إذا، بين عالم محقق، وأديب قاص، وفني ممثل، كل أخلص لمنهجه، ووصل منه إلى غاية بعيدة
وتستطيع أن تتبين هذا الفرق في أسطر قليلة جداً فيما كتب عن أول ما عمل محمد عليه السلام في تجارة خديجة؛ فهيكل يقرر المسألة ويقول أن أبو طالب كان السفير بين ابن أخيه وبين خديجة؛ وطه حسين يقيم ذلك على ميل خديجة إلى محمد وإرسالها دسيساً إلى عمه تعرض عليه أن يكون ابن أخيه في تجارتها بأجر مضاعف؛ فيأتي توفيق الحكيم، فيقتضب المسألة، ويترك الباب مفتوحاً للخيال.
والمرجو ألا يقف العلماء عند ما كتب هيكل، وكفى، وأن يتم طه حسين:(على هامش سيرته). . . وأن يجيبنا العلماء: هل تمثل سيرة الرسول على المسرح ثم ترسم على الشاشة البيضاء؟