وضلال. وكان إيمان سعيد واستجابته لدعوة الحق امتداداً لدعوة أبيه في الجاهلية وصفحةً مشرقة من التاريخ تنضمّ إلى صفحات!
ثم دار الفلك دورة، وإذا فتى عارمٌ من فتيان قريش يدخل دار سعيد متوشحاً سيفه، وفي عينيه شرٌّ وعلى لسانه وعيد، فما إن رآه سعيد وزوجه حتى سكت القرآنُ وخَفَتَ الصوت وانكمش بعضٌ في بعض؛ وأوشكت أن تنقض صاعقة تزلزل أركان الدار المؤمنة. . .
يا عجبا! ما بال هذا الفتى قد نسي ما جاءَ له وَرَقَّ بعد عُرام وعنف؟ هل كان يقصد إلا هذا الفتى العربيَّ وزوجَه، أن ينالهما بأشد الأذى على ما صَبَآ وفارقا دين قومهما؟
هاهو ذا في موقفه منهما خاشع الطرف يتلو من صحيفة في يده: