بسرعة تكفي لسقوط الألوان كلها على العين في فترة تقل عن
١٠١ ثانية اندمجت التأثيرات من الألوان المختلفة على العين
وظهر القرص أبيض قليلاً. وإذا كانت ألوان الأقسام ليست في
ترتيب وضعها في الطيف الشمسي ولم يراع مساحتها فيه
أحست العين بلون مركب من ألوان القرص كلها
وإليك شرح ابن الهيثم لنظرية تركيب الألوان ووصف دوّامته (شكل ٥ - ب)
نقول إن إدراك ماهية اللون ليس يكون إلا في زمان وذلك لأن إدراكها ليس إلا بالتمييز والتشبيه وذلك لا يتأتى إلا في زمان والذي يدل على ذلك ما يظهر من الدوامة عند حركتها فإن الدوامة إذا كانت فيها أصباغ مختلفة وكانت الأصباغ خطوطاً ممتدة من وسط سطحها الظاهر وما يلي عنقها إلى نهاية محيطها ثم أديرت الدوامة بحركة شديدة فإنها تتحرك على الاستدارة في غاية السرعة
(وإذا تأملها الناظر في حال حركتها فإنه يدرك لوناً واحداً مخالفاً لجميع الألوان التي فيها كأنه لون مركب من جميع ألوان تلك الخطوط ولا يدرك تخطيطها ولا اختلاف ألوانها
ويدركها مع ذلك كأنها ساكنة إذا كانت حركتها في غاية السرعة، وإذا كانت في حركتها فلا تثبت نقطة منها في موضع واحد زمانً محسوساً وهي تقطع في أقل القليل من الزمان جميع الدائرة التي تدور عليها فتحصل صورة النقطة في ذلك الزمان اليسير على محيط دائرة من جميع محيطها الذي يحصل في البصر فيدرك لون تلك النقطة في الزمان القليل مستديراً
(وكذلك حكم جميع النقاط التي في سطح الدوامة وجميع النقاط المتساوية الأبعاد عن المركز تتحرك حينئذ على محيط دائرة واحدة فيعرض لذلك أن يظهر لون كل نقطة من النقاط المتساوية الأبعاد عن المركز على محيط دائرة فتظهر ألوان جميع تلك النقاط في جميع