في هذه الأسس ووضعوها في شكل يمكن معه استغلالها والاستفادة منها
وبحث الخازن في الكثافة وكيفية إيجادها للأجسام الصلبة والسائلة واعتمد في ذلك على كتابات البيروني وتجاربه فيها وعلى آلات متعددة وموازين مختلفة استعملها لهذا الغرض. واخترع الخازن ميزاناً لوزن الأجسام في الهواء والماء وكان لهذا الميزان خمس كفات تتحرك إحداها على ذراع مدرّج. ويقول بلتن إن الخازن استعمل الأيريومتر لقياس الكثافات وتقدير حرارة السوائل. ومن الغريب أن تجد أن الكثافات لكثير من العناصر والمركبات التي أوردها في كتابه بلغت درجة عظيمة من الدقة لم يصلها علماء القرن الثامن عشر للميلاد. وفي الكتاب أيضاً شيء عن الجاذبية، وأن الأجسام تتجه في سقوطها إلى الأرض، وقال أن ذلك ناتج عن قوة تجذب هذه الأجسام في اتجاه مركز الأرض. ويرى أن اختلاف قوة الجذب يتبع المسافة بين الجسم الساقط وهذا المركز. وجاء في كتاب (علم الطبيعة - تقدمه ورقيه. . .) للأستاذ نظيف: (. . . ومما يثير الدهشة أن مؤلف كتاب ميزان الحكمة كان يعلم العلاقة الصحيحة بين السرعة التي يسقط بها الجسم نحو سطح الأرض والبعد الذي يقطعه والزمن الذي يستغرقه - وهي العلاقة التي تنص عليها القوانين والمعادلات التي ينسب الكشف عنها إلى غاليلي في القرن السابع عشر للميلاد. .). وعلى الرغم من التحريات العديدة لم أتمكن من العثور على المقتطفات التي تنص على العلاقة بين السرعة والبعد والزمن في المصادر التي بين يدي سواء العربية منها أو الإفرنجية. ولهذا فمن الصعب جداً أن أحكم في صحة ما جاء عن الخازن بشأن هذه العلاقة. وأظن أن العلاقة التي عرفها الخازن والتي وردت في كتابه - وهي العلاقة بين السرعة التي يسقط بها الجسم نحو الأرض والبعد الذي يقطعه والزمن الذي يستغرقه لم تكن صحيحة ودقيقة بالدرجة التي تنص عليها معادلات غاليلي، ولكنها قد تكون صحيحة إلى درجة ودقيقة إلى حدّ. وآمل في أول فرصة أزور فيها مصر أن أبحث عن هذه النقطة في مكتبات القاهرة فقد أجد فيها ما يلقي ضوءاً على المدى الذي توصل إليه الخازن في الجاذبية
وأجاد في بحوث مراكز الأثقال وفي شرح بعض الآلات البسيطة وكيفية الانتفاع منها، وقد أحاط بدقائق المبادئ التي عليها يقوم اتزان الميزان والقبان واستقرار الاتزان إحاطة مكنته