للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وترقيتها كثير من العلماء حتى أصبحت بغداد مركزاً للثقافة العربية في الشرق

امتدت فتوح الإسلام إلى شمال أفريقيا وجزيرة صقلية وبلاد الأندلس، ووطد العرب سلطانهم هناك، وهاجر إلى تلك الممالك كثير من العلماء الذين تفقهوا في العلوم الإسلامية والدخيلة، ووجدوا من إكرام الخلفاء والأمراء لهم ما شجعهم على تنمية هذه العلوم ونشرها، وأقبل العلماء والطلبة من المسلمين واليهود والمسيحيين على دراسة الفلسفة وعلوم الطب والرياضة والفلك وغيرها في المعاهد الإسلامية والمكاتب العامة التي أسست في طليطلة وقرطبة وغرناطة وأشبيلية حتى أصبحت هذه المدن الأندلسية مراكز للثقافة العربية في الغرب كما كانت بغداد في الشرق

وإذا عرفنا أن أثر أية لغة في لغة أخرى إنما ينشأ عن الاتصال المباشر أو الغير مباشر بين متكلمي هاتين اللغتين وجب أن نبحث عن: (متى وكيف وجد الاتصال بين العرب والإنجليز في القرون الوسطى) وهنا نجد أمامنا ميدانين اتصل فيهما العرب بالأوربيين عامة ومن بينهم الإنجليز. الميدان الأول هو الميدان الشرقي في مصر وفلسطين والشام وآسيا الصغرى أيام الحروب الصليبية، والميدان الثاني هو الميدان الغربي في جزيرة صقلية وفي الأندلس. وفي كلا الميدانين كان تأثير العربية في كافة الثقافات الأوربية ومن بينها الإنجليزية. وربما كانت إنجلترا أقل الممالك تأثراً بالنفوذ العربي

بدأت الحروب الصليبية في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي وتوالت ست مرات حتى أوائل القرن الثالث عشر. واشتركت في هذه الحروب الصليبية كل ممالك أوربا، كما قاد هنري الثاني ملك الإنجليز جنوده في الحرب الصليبية الثالثة ضد العرب. وكانت هذه أول مرة في التاريخ يلتقي فيها العرب والإنجليز وجهاً لوجه، ويرى الإنجليز ما كان عليه العرب من حضارة وتفوق في فن الحرب وتعبئة الجيوش وطرق الهجوم والدفاع. وكان لهذا الاتصال أثره المباشر في أن نقل الإنجليز عن العرب نظم الحرب والتحصين، ووسائل النقل، واستعمال النقود وتوزيع الضرائب وصنع الزجاج. ويرجع علماء اللغة أن بعض الكلمات قد تسرب من العربية إلى لغة الإنجليز (أعني اللاتينية) في ذلك العصر. وذلك مثل كلمة القطن، السكر، الدرقة، القائد، وغير هذه الكلمات مما لا مجال لذكره الآن. ولم يترك هذا الاتصال أثراً قوياً في الأدب الإنجليزي لأنه كان اتصالاً حربياً ولم

<<  <  ج:
ص:  >  >>