الدراسة العربية، وذكر فيه كروية الأرض، وأن المادة لا تفنى، وشرح أسباب الزلازل، وكان يعتمد في كل ما كتب على الأدلة العقلية أو التجربة.
وممن تتلمذ من الإنجليز على العرب فقد درس في الأندلس وهو أول من ترجم القرآن من العربية إلى اللاتينية، كما ترجم كثيراً من الكتب في علم الجبر والكيمياء. ولا تزال هاتان الكلمتان في الإنجليزية حتى الآن: وهناك أيضاً تلميذ أخر يسمى ألفرد الإنجليزي درس في الأندلس وترجم من العربية كتاب النباتات لارسطو طاليس.
ولا يفوتنا أن نذكر هنا ميخائيل الاسكتلندي فقد زار صقلية ودرس في طليطلة ثم ترجم من العربية رسالة في علم الفلك لمؤلفها نور الدين أبي إسحاق البتروجي، ونقل فلسفة ابن رشد، وعلق على كتب ابن سينا وترجم من العربية كتاب الحيوان لأرسطو طاليس.
وكذلك عرف الإنجليز طب العرب، وكيفية استعمال الإسطرلاب، واستبقوا فيه بعض الكلمات العربية كالمغرب، والمريء، والقنطرة، كما اقتبسوا الطرق العربية في الحساب
ولما كانت الفلسفة والعلوم والآداب في القرون الوسطى قوية الارتباط بعضها ببعض تأثر الأدب الإنجليزي مباشرة بكل ما ترجم من العربية إلى اللاتينية من فلسفة أو علم أو أدب. ويذكر علماء الأدب أن تشوسر الشاعر الإنجليزي القديم اقتبس في أشعاره بعض المعاني من كتاب اسمه (أمثال الفلاسفة)، وكان قد ترجم هذا الكتاب أولاً من العربية إلى اللاتينية ثم ترجم بعد ذلك من اللاتينية إلى الإنجليزية، وهو أول كتاب إنجليزي طبع بمطبعة كاكستون. وكذلك كتب تشوسر رسالة في الإسطرلاب اعتمد فيها على كتاب (الإسطرلاب) للمؤلف العربي (ما شاء الله) وعلى كتاب للقبيسي اسمه (مقدمة في علم الفلك). وكتب أيضاً رسالة سماها (الخبز واللبن للأطفال) تجلت فيها الروح العربية.
وقد ترجمت مجموعة من القصص العربية إلى اللاتينية ومن بين هذه القصص بعض حكايات من كتاب كليلة ودمنة، وظهرت هذه القصص في الآداب الأوربية عامة كما ظهرت في الأدب الإنجليزي. وقد ضمن الشاعر الإنجليزي أشعاره كثيراً من هذه القصص والحكايات العربية
ويعزو بعض علماء الأدب انتشار الأشعار الغرامية الشعبية التي كان ينشدها الموسيقيون المتجولون في القرى الإنجليزية في القرون الوسطى إلى نفوذ عربي لمشابهتها كثيراً