للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

- بلا شك

- إذا فأنت أيها الإيطالي أخو النمساوي الذي غلبك على بلادك ونازعك على خبزك واتخذك عبدا له؟ لا أحسبك من البلاهة بحيث تقول إن الجلاد الذي يعذب السجين ويشوي جلده بالسياط هو أخوه

- انك تهدم الأخلاق من أساسها!

- ذلك خير من أن تنهدم أمتي التي تبني الآن. ولست من رأي الدكتور الذي بحث عن الحقيقة في شعب يبحث عن الخبز. وقد يأتي يوم يصبح فيه من الشهداء. ينصب له تمثال. أما الآن فليس إلا خائنا.

ولم يعد يطيق البقاء بين هؤلاء السخفاء الذين يذبحون أمتهم بسيف من الذهب. فخرج من النادي والسماء تهبط على الأرض في رعد وبرق، ففتح فاه ونشق الهواء الطلق، وصاح صيحة النشوان:

- بهذه الثورة السماوية، تكون حياة الأرض. .

دمشق

علي الطنطاوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>