للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

- كلامي واضح، فإذا لم تتبنه فليس الذنب على. اعني انه يجب على الإنسان أن يعيش ثم يتفلسف. كما قال المثل اليوناني. وكذلك الامه، لتستقل أولاً وتبن لها كيانا قائما ثم تبحث عن الحقيقة. أما البحث عن الحقيقة أولاً فجريمة!

- ولاكن إذا لم نراع المبادئ الأخلاقية في بنائنا كياننا قام على مبدأ الوحشية. وارتكز على عظام غيرنا، أفنبني كياننا على عظام الأبرياء؟

- إذا لم يوجد غيرها. فلم لا؟ إذا لم يكن بد من قتل أحدكما فكن أنت القاتل.

- ولماذا؟

وظن انه سيعجزه بهذا الاعتراض. وخالطه الاشمئزاز من آراء صولين والشعور بأنه يفوق علما وذكاء فمط شفته السفلى متهكما وردد.

- ولماذا بالله؟

لماذا؟ لأن حياتك اثمن من كل شيء. ولأن تنال حيات وحشية خير لك من أن تعدم الحياة.

- ولكن الفضيلة.

- لا دخل للفضيلة في أمر الحياة - إن الفضيلة والعدل والحقيقة والجمال الفني - كل أولئك وسائل ابتدعها الإنسان إلى ترف الحياة واستمرارها قوية، فإذا استحالت وسيلة إلى فقد الحياة فلتذهب إلى لعنة الله.

- وماذا تقول في مبدأ الإنسانية؟ وكيف يتفق ودعوتك إلى قتل إخواننا من البشر؟

- أنا لا أدعو إلى قتل أحد. ولكن من أراد قتلك فلا تقف منه مكتوف اليدين، أما مبدأ الإنسانية فلا أنكر انه من اجمل (السخفات) التي اخترعها الأقوياء لتكون قيدا جميلا، يقيدون به الضعيف.

- أتقول انه (سخافة)؟ يا لله! لست أطيق سماع أرائك الشاذة.

- أولاً تظنها كذلك؟

- من؟ أنا؟ أبداً!

- وتراها حقيقة؟

- طبعا

- وترى البشر كلهم إخواننا؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>