الخواص والمنافع المادية، ولم يتسن للناس الانتفاع بهذه الخواص المادية إلا باستفراغ الجهد في استخراج تلك القوى الكامنة في أفراد نوع الإنسان. هذه هي التي تحل مسألة السلام.
فلتشكل لجنة من جميع الأمم تقوم بدراسة العامر والغامر في جميع القارات وتجد في أن تدرس أحوال الأمم كلها، وتمضي كل أمة على استخراج ما كمن في عقول أبنائها من القوى والملكات وما في أرضها من الكنوز المعدنية والزراعية وغيرها من الفوائد والثمرات، وكل أمة قصرت فيهما أو كليهما فلترسل هذه الجمعية العامة من أبناء الأمم الأخرى الذين هم أقرب إلى هؤلاء الجاهلين من يكمل نقصهم ويرفع شأنهم في القسمين معاً، ولهم في نظير ذلك فوائد وثمرات، فإن كل قوة كامنة في فرد لم تستخرج في أي مملكة من الممالك الأرضية، وكل منفعة كامنة في أي بقعة من بقاع أي مملكة أرضية لم تظهر في الوجود تكون خسارة وحرماناً لجميع نوع الإنسان فربما كان من هؤلاء لمهملين في بلاد الصين مثلاً من إذا علم أصبح مفكراً كبيراً أو طبيباً عظيماً يتعدى أثره إلى سائر الأقطار وهكذا في البقاع المهجورة في ممالك المعمورة.
دفع وهم
ربما يقول بعض الناس: إن قياس عقول الناس ومواهبهم على نظام السيارات حول الشمس وغيرها مبحث علمي ليس إلى تحقيقه من سبيل. وللإجابة على هذا الاعتراض أوجه نظر القادة والزعماء إلى فرع من فروع علم النفس في التربية وهو علم مقياس الذكاء فليسألوا مديري المدارس في الولايات المتحدة وفي إنجلترا وغيرها: أليس مقياس الذكاء له اليوم السلطان الأعظم على وضع الشبان ولشابات في لأعمال اللائقة لهم بعد نيل الشهادات العالية، كما له ذلك السلطان يم دخولهم المدارس؟ إن الناس صائرون إلى ما قلناه شاءوا أم أبوا فليدرس نظام العقول ونظام الممالك، وليعلم جميع نوع لإنسان طوعاً وكرهاً. إن من مبادئ ذلك أنهم أخذوا يصطفون من الشبان في جميع أهل الأرض أقدرهم على المصارعة والمسابقة فيعونه بطلً في تلك المصارعة والمسابقة، وهكذا يفعلون مع الفتيات فيصطفون منهن ملكة الجمال وذلك بمجرد الاختيار لا بالقنابل والخناجر والرمح، فهكذا سيكونون في نظم السياسة وإدارة لأمم وحفظ المجموع، سنة لله التي قد خلت في عباده ولن