والرقص والألعاب المختلفة كانت كلها من مميزات الحياة الغابرة، (كما أنها اليوم ميزة الحفلات الساهرة في حياة المتمدنين) وكما أنها وما تزال الأسباب المباشرة للتعارف واختيار الحبيبات.
أما الغناء والرواية فأمرهما مشهور معروف، لا سيما في أيام البطولة والفروسية وعند كثير من القبائل. فالمحب قد يروي قصة غرامه غناء أو إنشاد حال يمثل أصدقاؤه الرواية عملياً، ولا يسع الفتاة المقصودة في كثير من الأحيان إلا أن تفتح ذراعيها في النهاية وتراقص خطيبها دليلاً على إتمام الزواج.
القبلة في بلاد الحبشة.
تعتبر القبلة في بلاد الحبشة روح الحياة الاجتماعية فيها، وهي على عدة أشكال، فتستعمل لكل تهنئة، وكدليل على الاحترام، وتمييز المقامات، وتمضى بها المعاهدات السياسية أو التجارية، والناس الذين لا يقبل بعضهم بعضاً علناً هم الأزواج والزوجات.
هذا ويشاهد أن الحب يظهر بين المتمدنين في سن البلوغ، ولكنه يظهر بين الهمج في الطفولة، حتى لقد ترى الأطفال الصغار يمثلون أدواره في ألعابهم. كما يعد عند قبائل أفريقيا من العار ألا يكون للبنت أحباء ويسخرون منها إذا كانت ذلك. أما الولد الذي ليس له حبيبات، فيعمل له سحر يجلب الحظ والتوفيق لإيجاد الحبيبات.
هذا قليل من كثير مما يمكن أن يذكر من غرائب عادات الزواج وفلسفات العواطف الإنسانية.