١ - نقد الجزئيات:
قال أمرؤ القيس في فرس:
وأركب في الروع خيفانة ... كسا وجهَها شعَر منتشِر
فقال النقاد: هذا غلط في مدح الخيل لأن انتشار الشعر على الوجه عيب فيهن
وقال زهير في الضفادع:
يخرجن من شَربَات ماؤها طَحِل ... على الجذوع يخفن الغمّ والغرقَا
فقالوا: هذا جهل بطبيعة الضفادع فإنها لا تخاف الغرق
وقال أبو ذؤيب الهذلي يصف فرساً:
قُصِر الصبوح لها فقصّر لحمها ... بالنيّ فهي تثوخ فيها الإصبع
قال الأصمعي: حمار القصّار خير من هذا. وإنما يوصف الفرس بصلابة اللحم
وقال أبو تمام:
ألذ من الماء الزلال على الظما ... وأطرف من مر الشمال ببغداد
أخذ عليه القاضي الجرجاني أنه جعل الشمال طرفة في بغداد، وهي أكثر الرياح هبوباً بها. . . الخ
فهذه أمثلة من الغلط في طبائع الأشياء
وقال أبو تمام:
اسقِ الرعية من بشاشتك التي ... لو أنها ماء لكان مَسوسا
إن البشاشة والندى خير لهم ... من عفة جمست عليك جموسا
لو أن أسباب العفاف بلا تقي ... نفعت لقد نفعت إذاً إبليسا
قال القاضي الجرجاني: فليت شعري لو أراد هجوه، وقصد الغضّ منه هل كان يزيد على أن يذم عفته ويصفها بالجموس والجمود وهما من صفات البرود والثقل ثم يختم الأمر بأن يضرب له إبليس مثلاً ويقيمه بازائه كفواً؟
وقال أبو الطيب في مطلع قصيدة:
وفاؤكما كالربع: أشجاه طاسمه ... بأن تسعدا، والدمع، أشفاه ساجمه
وقال القاضي الجرجاني: ومن يرى هذه الألفاظ الهائلة والتعقيد المفرط فيشك أن وراءها