الحقائق العلمية الجافة؛ بل يجعل حكمه نتاج الذوق المهيأ للحكم بمعرقة واسعة، وتأمل دقيق، وتقدير لأحوال الأدب بليغ، فيكون حكمه خلاصة العلم، ونتيجة الذوق الذي لابد منه في تقويم الأدب
- ٣ -
لم يكن تاريخ الأدب على هذه الشاكلة معروفاً لدى القدماء؛ وإنما كان سبيلهم جمع تراجم الشعراء والكتاب، وتبيين محاسنهم ومساوئهم، والاستشهاد ببعض أقوالهم، ولم يكن قولهم موصلاً مستوعباً يؤلف صورة عامة للأدب في عصر أو عصور ولا كان التعليل قيها مطرّداً. فكان عمل المؤرخين تراجم متفرقة ينقصها الجمع والمزج والترتيب والتعليل. فهي مصادر لتاريخ الأدب لا تاريخ
ومن الكتب التي ألفت على هذا النمط:
١ - طبقات الشعراء لمحمد بن سلام الجمحي المتوفى سنة ٢٣١
٢ - الشعر والشعراء لابن قتبية المتوفى سنة ٢٧٦
٣ - معجم الشعراء للمرزباني المتوفى سنة ٣٨٤
٤ - يتيمة الدهر في شعراء العصر لأبي منصور الثعالبي المتوفى سنة ٤٢٩
٥ - الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسام الأندلسي المتوفى سنة ٤٢٩
٦ - دمية القصر لأبي الحسن الباخرزي المتوفى سنة ٤٦٧
٧ - قلائد العقيان للفتح بن خاقان الأندلسي المتوفى سنة٣٣٥
٨ - مطمح الأنفس للفتح بن خاقان الأندلسي المتوفى سنة ٣٣٥
٩ - سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر لصدر الدين المديني من رجال القرن الحادي عشر
١٠ - ريحانة الألباء لشهاب الدين الخفاجي المتوفى سنة ١٠٦٩
- ٤ -
وتاريخ الأدب كما نعرفه اليوم عرفه الأوربيون في عصر نهوضهم؛ سبق إليه الإيطاليون وسار على أثرهم الأمم الأخرى ولا سيما الفرنسيون. ولهم فيه طرائق مختلفة مبنية على