إليه تدعوه إلى والدها ورحب الملك بهؤلاء المحتمين به اللائذين بظله وخصص لهم منزلاً رحباً وعيشة رغداً. . . وأقبل قائد مصري بعد أيام يطلب تسليم دانوس وبناته الخمسين. فجمع الملك وزراءه ومجلس شوراه، وجميع مواطني آرجوس يعرض عليهم الأمر فأبوا جميعاً أن يسلموا اللائجين لما في صنع ذلك من منافاة النخوة وعدم الوفاء. . . فيرتد القائد المصري، ويعود بعد أيام بجند كثيف فيغزو آرجوس ويقبض على دانوس وبناته ويعود بهن معززات مكرمات إلى مصر
إلى هنا تنتهي الحلقة الأولى. . . وقد سمى إسخيلوس درامته الثانية من هذه الثلاثية (فِراش العرائس) أو (ماهدات فراش العرس) وفيها يتآمر دانوس وبناته على أن يقتلن أزواجهن ليلة العرس بعد أن يناموا على ألا يمكنَّهم منهن من شيء. وتُنَفّذ البنات ما عاهدن عليه أباهن من هذا الإثم إلاهيير مسترا التي استفظعت أن تريق دم هذا الجمال الشاب النائم المستسلم لها، فوقفت تنظر إلى الخنجر المشحوذ مرة، وإلى ابن عمها الذي أحبته وهويته وأغرمت به مرة أخرى فلم تر بدا من أن توقظه، وتبوح له بالسر الهائل. . . وهنا يستيقظ القصر كله، ويكون دانوس مرتقبا الإشارة التي اتفق مع بناته عليها ليعلم أنهن قد قمن بواجبهن وأنفذن ميثاقهن، لكنه لا يرى العلامة تنبثق بالضوء من شباك هيير مسترا فيرتجف، ويسمع إلى الضجة فيحاول الهرب، ولكن ابن أخيه، وزوج ابنته الذي لم يقتل، يفاجئه ثم يعالجه بضربة تقضي عليه فيثأر لاخوته وتنفذ على يديه النبوءة.
ثم تبدأ الحلقة الثالثة التي سماها إسخيلوس الـ (دانايدز أي بنات دانوس اللائى يلقين جزاءهن في هيدز ويكلفن بملء وعاء كبير مثقوب من ماء نهر بعيد الغور وعر المنحدر فكلما جئن بجرارهن وصببنها فيه ذهب الماء ولم يبق منه شيء، فإذا جلسن يستجممن صُب عليهن وابل بارد فيهرعن إلى عملهن وهن ناصبات لاغبات. أما هيير مسترا فتقدم للمحاكمة بتهمتين، أما الأولى فعصيانها أباها فيما أعطته عليه مواثقها، وأما الثانية، فزواجها من ابن عمها وهو زنا في نظر الشريعة المعمول بها حينذاك.
كيف حلّ أسخيلوس هذه العقدة؟ وفي أي الجانبين يقف؟ في جانب القاتلات، أم في جانب الزوجة الوفية التي استنكرت القتل؟ يبدو لنا أنه آثر أن يقف إلى جانب هيير مسترا، لأنه أتى لها بربة الحب فينوس (أفروديت) فشفعت له وبرأت ساحتها. ولا ندري هل عادت إلى