زوجها أم حيل بينهما. . . لم يذكر لنا التاريخ شيئاً من ذلك!
وتمتاز هذه الدرامة بالإ كبار من شأن الديمقراطية التي أبداها الملك بلاسجوس عندما جمع كل المسئولين من رعاياه ليشاورهم فيما طلب قائد أبناء إيجبتوس، كما تمتاز بهذه السخرية اللاذعة من تلك الشريعة الفاسدة التي كانت تحرم زواج البنت من ابن عمها وتعتبره زنا إذا تم.
٢ - الفرس
ودرامة الفرس هي الحلقة الثانية من ثلاثية ما تزال أولاها وثالثتها مفقودتين. . . والأولى عن البطل فنيوس كاهن أسطول الأرجنوت الأعمى وباسمهُ تدعى. والحلقة الثالثة تدعى جلوكوز وهو الصياد الذي تحول إلى إله من آلهة البحار وأغرم بالهولة سكيلا.
وقد جعل إسخيلوس مسرح هذه الدرامة في سوسا وجعل جميع أبطالها من الفرس، وفيها تبدو أتوسه أم أجزرسيس وزوجة دارا، وهي تقص رؤيا مزعجة على بطانة من حاشيتها، فما يكادون يطمئنونها حتى يدخل رسول فيقص نبأ الهزيمة المنكرة التي منى بها أجزرسيس وأجناده في سلاميس، وبذا تتحق رؤيا أتوسه، وتأمر حاشيتها بتقديم القرابين لاستحضار روح دارا. . . وتبدو روح الإمبراطور الراحل فتأخذ في سب إجزرسيس، وتنعى عليه طيشه وقلة بصره بمزالق السياسة، وإقدامه على محاربة اليونان دون رجوع إلى أهل الرأي. ثم يدخل أجزرسيس فيأخذ هو الآخر في حزن طويل يشاطره إياه وزراؤه ومشيرو السوء الذين لم ينصحوا له بما كان يحول بينه وبين تلك الكارثة
والدرامة قطعة فنية رائعة، وقد خدمت التاريخ ووصفت سلاميس وصفاً عجز عن الإتيان بمثله أبو التاريخ هيرودوتس. ولا غرو، فقد حضر أسخيلوس سلاميس وجاهد فيها جهاد الأبطال. . . غير أن قيمة الدرامة في ناحيتها الدستورية التي نعى فيها أسخيلوس على الاستبداد والمستبدين بقدر ما أكبر من شأن الحرية والشورى. . . ومع أن الشاعر يرفع في درامته هذه من شأن أثينا فإنه لم يقلل من قدر المنهزمين. بل هو قد أضفى على الفرس وقار العدو العظيم فلم ينتقص من شأنهم ولم يقدح فيهم، وبذا كان درامياً عادلاً