المجلات. من هنا نرى أصحاب الصحف في مصر قد أثروا من عملهم هذا، وكان في ذلك دعاية أي دعاية لمصر في البلدان العربية، ويتبع ذلك المجلات. وهنا نستطيع أن نميز فيما بينها، فهناك المجلات الأدبية والعلمية وهذه يستهلك منها في خارج مصر أكثر مما يستهلك في مصر، أما المجلات الإخبارية أو الروائية أو المصورة فلها عناية خاصة لدى إخواننا المصريين. ولا أبالغ إذا قلت أن أثر بعض المجلات في الدعاية لمصر كان معكوساً، وبخاصة ونحن في بلد لا يزال يحرص على كثير من تقاليده، فهو لا يقبل أن يرى المرأة كاشفة عن ساقيها معلنة عن نهديها ملوحة بذراعها العاريتين أو نصف العاريتين، هذا إلى ما تحويه بعض هذه المجلات من أخبار نسائية ومشاكل اجتماعية ليس من الخير أن تنشر بمثل هذه الإبانة لما توقره في نفوس بعض القراء من آثار سيئة، وبخاصة أولئكم الشبان الذين لم يتجاوزوا طور المراهقة إذ يقبلون عليها بلهفة وشوق ينتهيان إلى انحراف في الأخلاق أو ميل إلى التهتك دون أن يعرفوا الأثر السيئ الذي سيعود عليهم. ما كنت لأرغب في أن أعرض لهذا الآن ولكن المناسبة قادتني إليه.
من هنا يا سيدي الدكتور نستطيع أن نلم ببعض الأسباب التي دفعت مصر إلى أن تخطو خطوات واسعة في طريق النهضة العربية دون أن تستطيع الوقوف على ما يجري لدى شقيقاتها من هذه النهضة. وأنت أدرى يا سيدي بما تلقاه المؤلفات والنشرات التي تصدر في البلدان العربية من إقبال لدى إخواننا المصريين! لو ذهبت تعدد قراء البلاد العربية للمنشورات المصرية لألفيتهم عدداً جماً، ولكنك هل تستطيع أن تدلني على أناس لا يتجاوزون عدد الأصابع قرءوا أو اقتنوا كتاباً واحداً ألفه أديب غير مصري
ولكن ما العمل وإخواننا المصريون قد تضخم لديهم حب الذات حتى غدوا لا يبصرون في هذا العالم أحداً غيرهم ولا يقبلون في الثقافة العربية على غير مؤلفيهم - مع قلة هذا الإقبال - وأنت تقر معي يا سيدي الدكتور أن هذه ناحية من نواحي الضعف في جمهور القراء من المصريين. وأنتم في مصر مع ذلك تشكون قلة القراء على ما لديكم من كثرة السكان وتوفر المادة فكيف بنا نحن العرب الفقراء في كلتا الناحيتين؟
ونستطيع أخيراً أن نبرز الناحية الرابعة التي دفعت بالبلدان العربية إلى عدم استطاعتها المضي مع مصر في طريق النهضة، وهي ناحية سياسية خاصة تختلف كل الاختلاف عن