الأمور في إنشاء مزرعة يتغذى نباتها بتلك الفضلات، وبذلك يضربون طائرين بحجر واحد كما تقول الأمثال؛ فمن الناحية الأولى نجد مصرفاً دائماً للفضلات، ومن جهة ثانية نزرع الأرضة ونجني الثمار.
ولذلك لم تكتف المزرعة بالناحية المادية والتجارية، بل أرادت أن تضيف إلى الثروة الزراعية المصرية نباتات جديدة لم نعرف أثمارها من قبل فأدخلت زراعة بعض الفواكه (كالكوم كوات) كما استطاع الأخصائيون الزراعيون إنتاج فواكه في غير أوانها، فاستطاعت المزرعة أن تمد السوق بالفواكه في أكثر أوقات السنة. ولم تقتصر الفائدة على الحكومة بل عمت فاستفاد منها الشعب فقد اشترى بعض المزارعين بذور تلك الفواكه فشاركوا المزرعة في إنتاج الفواكه على غير ميعاد.
بر الشيطان
وتأبى أرض المزرعة إلا أن تضع أمام اخصائيها معضلة حاروا في كشف سرها إذ يظهر نبات شيطاني اسمه (المنتنة) لم تبذر له بذور ولم يعتن به في سقي ولا حرث، ومع ذلك فأنه ينمو ويكبر؛ وهو غني بالزيت، ولذلك أريد استغلاله باستخراجه منه فجربت زراعته ففشلت. (فالمنتنة) نبات ينمو إذا تركته للطبيعة، فإذا أخذت بذوره وأعطيتها العناية والوقاية فإنها لا تنبت؛ أما إذا تركت على الأرض فإن نبات المنتنة يكثر فيها. أما كيف ينبت فهذا سر الطبيعة؛ وأما لماذا لا ينبت إذا قدمت له العناية فأمر علمه عند الله، وكل ما نعرف عنه أنه نبات شيطاني يحتفظ بسر نفسه، وما زالت التجارب تعمل. وما يظن أنها بذوره تدفن في الأرض أو تبذر على سطحها لتنبت، ولكنها تختفي في الجهات التي تزرع فيها لتظهر في جهات ثانية. والغريب في أمرها أنها تنبت بإذن الله وحده في عدة جهات وبكميات كبيرة، فأمكن استخراج كميات من الزيوت منها.
وتحاول المزرعة أن تحتفظ في حقول تجاربها بكثير من النباتات ولكن بعضها قد لا يحتمل حرارة الشمس لأنه نبات إحدى المناطق الباردة، أو أن حرارة شمس مصر لا تكفيه لأنه نبات إحدى المناطق الحارة، ولذلك فإن المزرعة مجهزة ببيوت من الزجاج، وأخرى من الخشب
فأما بيوت الزجاج فتوضع فيها نباتات المنطقة الحارة حتى إذا انكسرت أشعة الشمس