داخلها كانت حرارتها أقوى مما هي في العادة، وهذه البيوت حوائطها من الزجاج الذي يسمح لأشعة الشمس بالنفاذ. أما بيوت الخشب فإنها تصنع لتعطي النبات كثيراً من الظل، وبذلك تقل الحرارة داخل البيت فيستطيع النبات البارد أن يعيش. وبعض النباتات يمكث في هذه البيوت مدة حتى يمكنه أن يتحمل الحرارة والبرودة وعندئذ يمكن غرسه في أرض المزرعة في العراء
سماد عضوي
تروى أرض المزرعة وتسمد من فضلات المجاري التي تصل من القاهرة بواسطة أنابيب تقذفها في أحواض واسعة حيث ترسب الفظلات الثقيلة في قاعها وتمرر في عدة أحواض أخرى إلى أن تصبح ماء صافياً يستعمل في ري المزرعة. أما المواد الغليظة فإنها تنشر في أحواض رملية وتعرض لأشعة الشمس حتى تجف وتباع للزراع كسماد عضوي جيد، ويختلف ثمن المتر المكعب منه تبعاً للمكان الذي يسلم فيه
وتنحل المواد البرازية أثناء انتقالها داخل الأنابيب من القاهرة إلى تلك الأحواض فإنها تبقى عدة ساعات كافية لقتل أي مكروب، ولذلك فإن المواد تصل إلى تلك المنطقة سوداء مما يدل على انحلال موادها. أضف إلى ذلك أنها في ماء جار لا يسمح للميكروبات بالحياة. بل إن بعض الأطباء يؤكدن خلو تلك المواد من أي ميكروب؛ ولذلك يأخذون على وزارة الصحة اعتبارها للمواد التي تسقط على أرض ملوثة؛ ويقول آخرون إن هذا احتياط واجب وهو ادعى لطمأنينة الناس وثقتهم بنباتات المزرعة
ولأول مرة شاهدت أرض المزرعة عجبت لكثافة الحشائش في أرضها مبيناً ضرر ذلك على النبات. ولكن محدثي وهو ممن عاشوا في المزرعة مدة طويلة قال: أن هذه الحشائش الطفيلية تنبت بغزارة وقد تعبنا في التخلص منها بدون جدوى. وثلاثة أرباع العمل الذي نبذله هنا يقتصر على حشها ولكنه لا تمر ٢٤ ساعة حتى تنبت بهذه الكثافة من جديد. ولما سألته عن السبب قال: إن الماء الذي تزرع به الأرض يحتوي على كميات كبيرة من السماد فتشبعت به الأرض أكثر من الحد الطبيعي حتى أصبحت أرضها صلبة مما يضر بالمزروعات أحياناً، وإذا أردنا أن نرجع بالأرض إلى الحالة الطبيعية وجب أن نزرعها مدة عشر سنوات بدون سماد