للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

في هذا التقرير خطابات شخصية، فلا يرعك ذلك: فقد كان أدبي من مواسم الأفراح الروحية في بغداد، وفيه صور كثيرة لمعالم العراق وبعض أهل العراق، وكان في نيتي أن أحلي هذا التقرير بصورة ليلى - أعزها الحب - ولكني خشيت أن أخرج على أمرها العالي، وهي قد أشارت بأن يصان وجهها الجميل عن شره العيون.

لا تعجب من أن أفتن بما وفقت إليه في هذا التقرير، فسترى أني لم أفرط فيه من شيء، وسيدعوك إلى أن تستوحي ليلى المريضة في أسوان كما استوحيت ليلى المريضة في العراق!

أيها الأستاذ الجليل

سترى في هذا التقرير صفحات تشرح الحوادث التي كانت سبباً في وقوع فاجعة بغداد، فاقرأ تلك الصفحات - غير مأمور - لترى أن ما وقع لم يكن أثراً لعداوة موجهة إلى الأمة المصرية، وإنما هو نتيجة لتصرفات أوقعت فيها المقادير بعض الناس لتعرف من في أنفسنا من الصلاحية للاستبسال في خدمت المقاصد العالية بمعاهد الشرق

وكان في نيتي أن أطوي تلك الصفحات من هذا التقرير، ولكن دعاني إلى إثباتها ما عرفت من أن بعض المفسدين يريدون أن يجعلوا تلك الفاجعة نهاية الصلات الودية بين مصر والعراق

وأرجو أن تعرفوا أني لم أتلطف في سرد تلك الأسباب، ولم أضف إليها شيئاً يمليه الغرض في مراعاة مصر أو التحامل على العراق، وإنما وقفت موقف الرجل الأمين الذي يقدر المسئولية أمام الله وأمام التاريخ

وعند قراءة الفصول الخاص بتلك الفاجعة سترون أن الله قدر ولطف: فلم تكن تلك الحوادث إلا سحابة صيف، وقد تقشعت بفضل الله الكبير المتعال

لقد قلت ما قلت، وكتبت ما كتبت في الدفاع عن العراق، ومن الله وحده أنتظر حسن الجزاء. فمن كان له هوى في أن يصدني عن قول الحق فليمض في ضلاله كيف شاء، فما أنتظر العطف من أحد، وقد أقمت حياتي الأدبية على قواعد من الحديد

وما هذه الدنيا الصغيرة التي يتعادى فيها الناس بلا بينة ولا برهان؟

وما بال قوم يؤذونني وما قدمت إليهم غير الجميل؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>