أدعوكم إلى زيارة العراق لتواجهوني بما في هذا التقرير من الزائف والصحيح، إن ارتبتم في بعض ما ستقرءون.
ستروه في هذا التقرير رموزاً كثيرة، وقد تجزون من يحدثكم بأني سلكت فيه مسلك الغمز والتجريح، فإن سمعتم شيئاً من ذلك فاختبروه بأنفسكم على ضوء الحق لتعرفوا أني أخلصت النصح للأمتين العظيمتين:(مصر، والعراق).
وما الذي يوجب التصريح في مواطن يكفي فيها التلميح؟
أن البلاغة تجعل اللبس والغموض من أغراض الكتاب في بعض الأحيان فكيف تحرمون على ما استباحه المفكرون في مختلف العصور والأجيال؟
إن هذا التقرير يحدد صلات مصر بالأمم العربية والإسلامية ويدلها على مذاهب الخلاص من الشبهات والأراجيف. وهو كذلك يشرح المعضلات التي يتعرض لها الجيل الحديث في مصر والشرق، وما كان يتيسر ذلك إلا إذا اعتمد الكاتب على رموز وإشارات يفهمها أولو الألباب.
وإني لواثق بأنكم ستعجبون حين ترونني وصلت إلى دقائق لم يفطن إليها أحد قبل اليوم وأنا أتلقى الوحي من ليلى ومن ظمياء
وهل كان ينتظر من رجل يلهو ويلعب أن يصل إلى ما وصلت إليه في تشريح السياسة الدولية في الشرق العربي والإسلامي؟
ذلك شيء غريب، ولكن الأغرب أن تتلقوا الحكمة عن أفواه المجانين!
وأعيذكم أن تظنوا أني آذيت بهذا التقرير أحداً من الناس، فقد عرضت بعض فصوله على ليلاي بالعراق قبل أن أعرضه عليكم فتلقته بالقبول، وهي التي علمتني مذاهب الرمز والإيماء، وسيرمي النقاد مني بداهية إن بدا لهم أن يعترضوا على ما في هذا التقرير من رموز لا يدرك مغازيها إلا الراسخون في الحب والطب
ولك يا معالي الوزير أن تبلو سرائر هذا التقرير إن أردت لك أن تسأل - بيني وبينك - عما في هذا التقرير من غرائب وأعاجيب. . .
وليس لك أن تطالبني بأن أفسر للجمهور ما يقصد إلى طيه الحكماء، وأنا من الحكماء لأني بحمد الله مجنون!