يحاول أن يعرف من رسائل الطيف العديدة التي تصل إليه، والمنبعثة من العوالم البعيدة، عدد الإلكترونات المكونة للخليقة، وهي التي لا يتغير عددها في نظر العالم الطبيعي ما دامت مكوِّنة لكون محدود.
إن النتائج التي ترتبت على معرفة تمدد الكون وقياس الدرجة التي يكبر بها في خلال الزمن، والتي تتلخص في معرفة عدد الإلكترونات المكونة لهذا الكون، مهما كان جسيم الإلكترون متناهياً في الصغر، ومهما كان الكون متناهياً في الكبر، قد تبدو للقارئ غريبة، لذلك رأيت لزاماً أن أحاول رفع هذا النوع من الدهشة لديه قبل شرح الأسباب التي أدت إلى مثل هذه النتائج
لو سألنا عالماً طبيعياً أن يحصي لنا عدد الذرات ونوعها وبالتبع عدد الإلكترونات والبروتونات التي تتكون منها مدينة القاهرة، فإن من المستحيل أن يعطينا هذا العالم أي فكرة عن هذا العدد مهما استعان بمئات الأخصائيين والعلماء. إن محاولة إحصاء المنازل وما بها من أثاث ومعرفة نسبة أوزان جميع العناصر التي تدخل قي تكوينها، بل إن إحصاء الأحياء، الإنسان منها والحيوان والنبات، ومحاولة الوصول من ذلك إلى عدد ما تحويه المدينة المائجة من إلكترونات ضرب من العبث
ولو أننا بعد ذلك حاولنا أن يعطينا عالمنا الطبيعي فكرة عن عدد الإلكترونات الموجودة في مياه النيل مدة فيضانه، وهي كمية أكبر بكثير من الموجودة في القاهرة لأجابنا أنه قد يستطيع بعد البحث والتحري أن يدلنا على فكرة ولو تقريبية عن هذا العدد. صحيح أن هناك صعوبة كبرى في تقدير تصرف المياه المتدفقة في النهر في مثل هذه المدة من السنة، كما أن ثمة صعوبة في تقدير أطوال النهر وأحجامه في المناطق المختلفة وفروعه المتعددة، بل إذا أردنا أن ندخل في حسابنا ما تحمله المياه من طمى تعترضنا صعوبات أخرى، ذلك أن الطمى يختلف مقداره في الزمان والمكان ويتركب من أكثر من عشرين عنصراً، لكل عنصر ذرات تختلف في عدد إلكتروناتها عن الأخرى، ولكن مهما يكن من الأمر، فإن عالمنا الطبيعي قد يستطيع بعد مجهود مضن أن يعطي فكرة عن هذا العدد من الجسيمات، وأن يحدده بين رقمين يتعلقان على دراسة هيدرولوجيه طبيعية معقولة.
ولو أردنا أن نعرف عدد الذرات المكونة للكرة الأرضية الحاملة لنهر النيل وغيره لهان