بمسافة ٢٤١ مليون سنة ضوئية ويبتعد بسرعة ٤٢ ألف كيلومتر في الثانية، وهذه المعلومات الأخيرة عرفناها من كتاب الأستاذ الكبير بريا أستاذ السوربون الذي يشغل الآن كرسي الطبيعة الفلكية، هذا الكرسي الذي أوجدته جامعة باريز منذ سنة ١٩٣٧ وقد طالعنا في الأسبوع الماضي أن منظار مرصد مونت ولسون بأمريكا الذي يبلغ قطره مترين ونصف المتر والذي ترى صورته الفوتوغرافية هنا يكشف العوالم المفصولة عنا بمسافة ٥٠٠ مليون سنة ضوئية
ذلك ما بلغناه من المعرفة، وللقارئ أن يتصور مبلغ خطورة هذه المعرفة منذ أن ذكر وليم هرشل في أواخر القرن الثامن عشر أن للسدم اللولبية جزرا كونية شبيها كل منها بعالمنا المجرة. ومنذ أن نشر أينشتاين في سنة ١٩١٥ النسبية في وضعها العام وتنبأ (دي ستير) في سنة ١٩١٧ بابتعاد العوالم عنا، ووضع شابلي في سنة ١٩١٨ القانون الذي يربط القدر المطلق للنجوم المتغيرة بفترة تغيرها، ومنذ أن اكتشف هبل في سنة ١٩٢٤ نجوماً في السدم القريبة من هذا النوع الأخير، ناهيك بما بلغته الأجهزة الفلكية من الكمال
عجيب هذا الإنسان! كل يوم يزداد معرفة عن يوم، حتى أصبح الكثير من الأمور لا يخفى على ذكائه.
أنستطيع أن نحصي إلكترونات الكون؟ نعم. وأي عجب في ذلك ما دمنا نتبع طريقاً علمياً سليماً يعطينا هذا القدر.
عندما نريد أن نعرف وزن كرة صغيرة من مادة معينة نفكر عادة أن نضع هذه الكرة على كفة ميزان، ولكن إذا استحال وزنها لتناهي صغرها بدا للشخص أن القيام بهذه العملية مستحيلاً، ولكن العالم الطبيعي يعرف مثلاً علاقة بين وزن الكرة، وبين سرعتها في الماء أو الهواء، وحيث أنه يتيسر له قياس هذه السرعة فإنه يصل لمعرفة وزن هذه الكرة، وهو لذلك غير محتاج إلى الاستعانة بالميزان للوقوف على حقيقة ثقلها.
وإنما أردت بالكرة المتقدمة أن أقدم للقارئ مثلاً كيف يصل العلم بطريق غير مباشر لاختراق طريق المعرفة، وليس هناك أي علاقة بين سرعة الكرة المتقدمة وموضوع تمدد الكون أو معرفة وزنه.
ولو أن السحب المحيطة بالكرة الأرضية كثيفة بحيث لا نرى الشمس بل تكتنفنا ظلمة