للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

تعرفين أيتها الأم الشابة المنعمة بالطمأنينة التي يبعثها في نفسك شعورك بأنك توفرين أسباب الصحة والحياة لأولادك، وتظللينهم بستر جناحيك، وتجعلينهم في حرز حريز يصونهم من أحداث الزمن وسموم القدر التي تعصف بمن أذلهم اليتم، وأخنى عليهم الحرمان والفقر. . .

ألا خذي هذه العطايا البنوية الشاكرة والزوجية الواقية ولا تجحديها. . . لأنك بهذا الجحود تحطمين أشرف عاطفة، وتلغين أنقى رابطة قائمة على التفاهم والإخلاص، وإدراك الحياة الكاملة، والتوجه إلى ما فيها من حب وتعاون وشكران. . . فتقبليها من يد الزوج الأبرّ القوي، آية وفاء لحقوق تلك الشركة المقدسة التي ربطت بينكما، وتعاهدتما على أن تلتمسا بها لحياتكما أمناً بل زينة تنسيك أنت متاعب الفروض البيتية والعناية بالأطفال وتحيلها لذة ونعيما مقيما. . .

هذه أمانيّ الراجية المؤملة أزجيها غير متجافية ولا متبجحة. وهأنذي أتطلع إلى ما توحيه إليك نفسك السمحة، وينتهي إليه جهدك الجبار، فإنها لعمر الحق برهانك الذي يباهي به جنسك هذا المجتمع بل الإنسانية قاطبة، فاحرصي على أن تكون فَلَق الصبح المبين لمصرنا العظيمة. والسلام عليك ورحمة الله

الزهرة

<<  <  ج:
ص:  >  >>