للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في هيئة تنكرية فلا تعرفه أمه، ثم يأخذ في سرد قصة فحواها أن أورست قد مات فتتظاهر الأم بالحزن ثم تدخل مخدعها، ويدخل أورست وصديقه حجرة الأضياف. . . وتذهب مرضعة لتدعو إيجستوس ليعلم ما قال الرسول عن وفاة أورست فما يكاد يصل إلى القصر حتى يسمع من الداخل وهو يصرخ ويجود بنفسه. . . لقد قتله أورست!!. . . وتهرع كليتمنسترا لترى ماذا حدث، لكنها تعاجل بضربة شاطور (بلطة) فتتلفت فترى أورست عند جثة عشيقها، وهي مع ذاك تنسى آلامها وتنحني فتبكي فوق جثة إيجستوس. . . ثم يأتي أروع مشاهد إسخيلوس الدرامية. . . فالأم حينما تعرف أورست لا تبالي الدم المتدفق من جرحها، بل تكشف عن ثدييها وتعيّر الابن بكفرانه هذا اللبن الذي غذاه صغيراً، ثم تنذره بملاحقة ربات العذاب إياه حتى ينتقمن منه على جريمة قتل الأم وهي أشنع الجرائم في الشرع اليوناني، ويهتز أورست، ثم تعروه نوبة من الجنون، وتتراءى له ربات العذاب فيذعر، ويفر من وجوههن ليحتمي بهيكل الإله أوبوللو في دلفي.

وفي الحلقة الثالثة (يومنّيدز) أو ربات العذاب، يتعلق أورست بأستار هيكل أبوللو ضارعاً إلى إله الشمس أن يحميه، وتكون الكاهنة وسنانةً فتستيقظ مفزّعة مروعة ثم يظهر الإله أبوللو نفسه فيطمئن أورست ويشمله بحمايته ويأمره أن ينطلق إلى أثينا حيث يعرض قضيته على رّبتها مينرفا (باّللا أثينا) فيصلي أورست وينطلق إلى حيث أمره أبوللو وتبقى ربات العذاب فيدخل شبح كليتمنسترا وتأخذ في تحريض الربات فيتغنّين قليلاً ثم يطردهن أبوللو. . . ويتغير المنظر فنكون في أثينا في هيكل مينرفا وقد تعلق أورست بأستار المذبح وقد أخذت تنوشه ربات العذاب فتبدو ميرنفا وذتودهن عنه، ثم تستمع إلى شكواه. ويكون في المعبد جماعة من المحلفين وينهض الإله أبوللو ليؤدي شهادته ويدلي برأيه فيقرر أن الإنسان ينتسب إلى أبيه لا إلى أمه؛ ولذا فهو مرتبط بوالده قبل أن يرتبط بوالدته. . . وبعد أن تسمع مينرفا إلى آراء الآخرين تنهض هي فتعلن رأيها ثم تجلس ويأخذ المكلفون في (فرز) الأصوات وتكون النتيجة متساوية بغير ترجيح فيحدث شيء من الهرج في قاعة العدالة وتتبرم ربات العذاب لتدخل أرباب أقل منهن مرتبة في أخص أمورهن، فتنهض مينرفا وتأخذ في تلطيف سورتهن بفصاحتها المعهودة وتهتف بهن (أن أسمى واجب الآلهة هو نشر السلام بين بني الإنسان!) وتعدهن بإقامة مأوى عظيم لهن في هضبة إيرس

<<  <  ج:
ص:  >  >>