للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

هو كما سبق القول وبينت الأمثلة صوفي ذاتي (وما العالم الذي نجده في شعره إلا عالم مرَّ في دنيا خياله فتلفع بالغسق المخيم هناك). وما الطبيعة عنده إلا بحزن للرموز والحالات النفسية. فصيحة الطير رمزٌ لحبٍ مفقود، أو لقب هام على وجهه في طلاب حُبّ. وعويل الريح رمز للأسى وشهادة بالألم، وجَريَان الماء مثلٌ لذويّ الحسرة ومضيّ الزمن:

(لقد سمعت الشيوخ الطاعنين يقولون:

كل شيء يحول،

ولسوف نقضي واحداً إثر واحد، ونمضي

. . . وكانت لهم أيد كالمخالب، وكانت سوقهم ملتوية كأشجار الحسك القديمة، القائمة بجانب الجدول

لقد سمعت الشيوخ الطاعنين يقولون:

كل جميل يمضي،

كما يمضي الجدول. . .

وخيال (يايتس) يبدو على الدوام كأنه خيالُ إنسانٍ (متعبٍ) وما هو على ذلك بمتعب، أو خيال إنسان يعيش في (التخوم) بين عالم الإنس وعالم الجن (على أني في الواقع لا أستطيع أن أعبر عن مقصدي بعبارةٍ أَبين)

خيال يايتس يتّجه إلى (حيث تخوّضُ النجاد الصّخرية في البحيرة، فهنالك جزيرة وريقة، فيها الأطيار ترفرف وتصدح، فتوقظ فيران الماء الناعسة. . .) وهنالك تخفي الجنيات سلالهن المليئة بالتوت، وبالكريز الأحمر المسروق. . . هنالك:

(حيث الرسالة المعتمة الشهب

تلتمع تحت نور القمر،

وبعيداً غاية البعد عن أرض (روسن)،

سرينا، نحن معشر الجنيات،

راجلات،

نرقص قديم الرقصات،

فتختلط منا الأيدي وتختلط النظرات

<<  <  ج:
ص:  >  >>