ألسيبياد - ليس لها حق! ولكن لها أن تقول: إنني امرأة فقيرة، أريد رجلاً غير هذا. أريد زوجاً يكتسب، لا زوجاً يتفلسف
سقراط - ربما تريد قصاباً، أو خبازاً
ألسيبياد - نعم! تريد مثل هذين، فتكون له زوجاً مدبرة نظيفة مجتهدة مقتصدة يخشى بأسها الخدم
سقراط - ألست على الحق حين أقول: إنها امرأة أثرة، معتدة بنفسها، غضوب، سيئة غبية، حمقاء؟
ألسيبياد - لا! لست على حق، لكن لك أن تقول: إنني رجل تأمل فرأى نفسه محتاجة إلى زوج هادئة، مرحة قنوع، يستطيع أن يفكر في جنبها.
سقراط - لقد وصلنا إلى السوق، وهاهي ذي امرأة الفلاح جالسة، تلك التي ضحكنا منها كثيراً عندما كانت تحدثنا عن دجاجها وتثني على بيضها. أتعرف ماذا كانت تقص علينا؟ كانت تقول: عندي عشرون دجاجة وديك واحد، في كل يوم يبيضن عشرين بيضة، آتي بها إلى سوق أثينا فأبيعها، وإن دجاجي لا مثيل لها في القرية، وقد يكون في البيضة محان، لذل لا ينثني عن من اشترى مني أول مرة. ولا أكذبكم فقد تكون بيضة في هذا البيض ذات محين. إنني محسودة من جميع الجيران، ومن له مثل هذا الدجاج لا يعدم الحساد. إن لي مشترين كراماً يعرفون أن دجاجي من الطراز الأول. وكيف أقتني الرديء وقد ورثت تربية الدجاج أباً عن جد؟ أتدري يا ألسيبياد ماذا أوحت هذه المرأة إلى (أرسطوفان) فطفق يتحدث عن دجاجها؟ لقد أطرق أرسطوفان مليا ثم وضع إصبعه على أنفه وقال: دعونا نذهب إلى دار هذه المرأة ونسأل دجاجها ثم نرى ماذا تقول؟ إني لا أشك في أنها ستقول: إننا بين يدي امرأة صالحة تنثر لنا الحب الملتوت بكثير من المشهيات في الصباح وعند الظهيرة وفي المساء بنظام لا يتغير. على أننا لا ننسى ذلك الصوت الحنون الذي نسمعه عند كل وجبة، وإذا قدمت لنا الماء قدمته عذباً صافياً، وفي كل عام تطلي قننا بالكأس مرة أو مرتين، وبالإيجاز إننا راضيات عن هذه المرأة ولا نريد امرأة كسلي لا نظام عندها لأننا ما تعودنا الإهمال وعدم النظام. هكذا كان ينشد أرسطوفان في شعره فكلكم ضحك عليه