وسخر منه، لأنه استطاع أن يعبر عن نفسية الدجاج لكن ماذا ترى؟ إني أرى بين يديها دجاجاً مذبوحاً!
الفلاحة: أتريدون مرق دجاج سمين؟ هلما! إنه دجاج حديث الذبح. المساه، إنه سمين. انظرا هذه القطعة الصفراء، إن أجوافهن مبطنة بالشحم، كل دجاجة تزن أكثر من ثلاثة أرطال
سقراط (إلى المرأة): يسرني أن أعرف شيئاً عن تربية الدجاج أيتها الفلاحة! فهل تستطيعين أن تعلميني: أيهما أنفع لك، ذبح الدجاج وبيعه في السوق ليطبخ ويؤكل أو تعنين به كل يوم فينتج لك البيض وتبيعينه في السوق؟
المرأة - وا حسرتاه! إن هذا الدجاج الخائن كاد يقضي عليًّ من الحقد والحزن عليه؛ فإن واحدة منهن باضت بيضة لم يتكامل قشرها، فأكلنها حالاً فاستذوقنها، وجعلن ينقرن البيض كلما بضن ثم يأكلنه، فما حصلت بعد هذا على واحدة. لهذا ذبحتهن. المساهن. إنهن سمينات. لقد كان لهن بيض نقي يندر وجوده في القرية. ويلهن! إنهن خائنات
سقراط - شكراً أيتها المرأة الصالحة، إني لا أريد شراء
الفلاحة - كل واحدة بدرهمين، منتوفة، منظفة. انظرا، هاهما تان الرئتان، هاهي ذه القانصة، هاهو ذي الكبد، والقلب، كلها موضوعة في الجوف، إن امرأتيكما تستطيعان أن تضعاها في القدر حالاً
ألسيبياد (إلى سقراط) - يجب أن نذهب بسرعة
الفلاحة - أما رأيتما غير هذه المرأة المسكينة موضوعا للهذر والتسلية أيها النكدان! إن رجلاً مثلك كسلان، لا يمتلك حذاء يستطيع أن يأكل دجاجاً؟ (المرأة تستمر في السب بحيث لا يتميز كلامها وهما يسرعان الخطا)
سقراط - ماذا تعتقد يا ألسيبياد في الدجاج؟ لو استطاع أن يتكلم حين ذبحته المرأة فماذا يقول؟؟
ألسيبياد (واضعا إصبعه على أنفه) - إنه يقول إن هذه المرأة لخائنة لقد ذبحتنا، إنها سفاكة، لقد كان علينا أن نعرف نياتها من قبل!
سقراط - ماذا تظن يا ألسيبياد؟ هل تغير الدجاج، فكان قبلاً صالحاً ثم صار خائناً؟ وهل