إلى أن تنتشر على كل سطحه إنما هي تتغذى في الواقع من بخار الماء والحامض الكربونيك المنتشرين في الجو ومن مادة المعدن القائمة عليها، فتنمو وتتسع كما ينمو ويكبر الجسم الحي من التغذي. والبلورات الصغيرة المغموسة في ماء مشبع من محلول مادتها تتغذي منها فتنمو وتصبح بلورات كبيرة
على أن خير مثال لتغذي الجمادات بالمعنى الحقيقي التام ما هو حاصل في الآلات الميكانيكية فإنها تتغذى بالفحم أو البنزين أو البترول، وما الوقود إلا غذاء تلك الآلات تحترق فيها فتولد الطاقة (القوة) اللازمة لقيامها بأعمالها كما يحترق الغذاء بعد هضمه وامتصاص في الأجسام الحية فيولد فيها الطاقة اللازمة للقيام بأعمال الحياة ووظائف الأعضاء، وسنشرح في مقال قادم ناموس بقاء الطاقة ' وانطباقه على الكائنات الحية (بما فيها الإنسان)، وحسبنا أن نقول اليوم أن جميع القوى التي تعمل في الحيوانات (ومن بينها الإنسان والنباتات حتى التفكير والقوى العقلية ليس لها إلا مصدر واحد وهو الغذاء، أو بعبارة اصح الطاقة الكيميائية الكامنة في مادة الغذاء
التنفس في الأحياء والجمادات
ويلحق بالتغذي التنفس، وهو أيضاً ليس مقصوراً على الأحياء لأن الجمادات التي تحترق بسرعة أو تتأكسد ببطء إنما هي، تتنفس، أي أنها تمتص الأوكسجين من الهواء وتفرز الحامض الكربونيك وهذا التنفس بعينه، وقد عرف علماء الفسيولوجيا الحياة بأنها حريق أو تأكسد كما تقدم القول، وما الرئتان إلا مدخنة الآلة الحية الحيوانية، توصل الأوكسجين إلى الجسم وتخرج منه الغاز الناتج من ذلك الاحتراق، كما هو حاصل في الآلات الميكانيكية من جميع الوجوه
تحرك الأحياء وتحرك الجمادات
وليست الحركة وقفاً على الأحياء ولا هي خاصة بها، ولكنها تشمل الجمادات وتعم كل ما في الكون من الأجرام الفلكية إلى أصغر الذرات وما هو أصغر منها مما اكتشف أخيراً ونعني به الإليكترونات أو الكهارب وغيرها.
ومن حركات الجمادات التي تشبه حركات الحيوانات الأولية الميكروسكوبية الحركة