وتحول مستمرين في ملايين السنين بحكم ناموس التطور والتسلسل؛ نقول إنه فضلاً عن ذلك فإن هذه الظاهرة (الشكل النوعي) ليست من جهة شاملة لجميع الأحياء لأن بعض المكروبات غير ثابتة في شكلها، بل إنه تتشكل حسب البيئة التي توجد فيها بحيث لا يمكن تميز أنواعها إلا بمفعولها، وكذلك الحال بالنسبة للاميبا، وبالنسبة لبعض أنواع النباتات الفطرية السفلى من فصيلة الميكزوميست التي سبق لنا الإشارة إليها في المقال السابق. فانه لأفرادها شكل معين حيث لا غلاف ولا غشاء لخلاياها في معظم الأحوال
ومن وجهة أخرى فان لكثير من الجمادات ونعني الأجسام المبلورة، أشكالاً ثابتة وهي بلوراتها الهندسية تميز كل نوع منها من غيره
واوجه الشبه بين الكائنات الحية والأجسام المبلورة عديدة فمن ذلك أن الأنواع المبلورة القريبة التركيب كيمائياً قريبة الشكل هندساً، كما أن الأحياء كلنا اقتربت أنواعها اقتربت أشكالها
وكما تحدث أحيانا أن الأنواع الحية القريبة يتناسل بعضا من بعض مثل الحصان والحمار كذلك يحدث أحيانا أن الأنواع المعدنية القريبة كيميائياً تتبلور معا مثل حجر الشب فانه مؤلف من بلورات سلفات الألمونيوم وبلورات سلفات البوتاسيوم مشتبكة بعضها مع البعض وهناك ظاهرة كان يظن أن الكائنات الحية اختصت بها دون الجمادات وهي استعداد أفراد الحيوانات والنباتات الصلاح كل تشويه يحدث لها واستعادة شكلها الأصلي بقدر الإمكان، فإذا جرحت يلتئم جرحها، وإذا انقطع جزء منها لا يلبث حتى ينمو غيره مكانه، وعلى الأخص في النباتات والحيوانات السفلى وكذلك في أطراف أعصاب الحيوانات العليا والإنسان. وهذا ما يحدث للبلورات المعدنية المحضة، فإنه إذا كسرت بلورة من أحد أضلاعها ثم غُطِّست في سائل مشبع من مادتها أو فوق المشبع نراها تنمو على الأخص من جهة الجزء المصاب إلى أن يعود إلى حالته الطبيعية وشكله الأصلي فيأخذ مجموع البلورة في النمو
تغذي الأحياء والجمادات
لعل التغذي هو أهم مظاهر الحياة وأكبر مميز للكائنات الحية، ولكنه غير خاص بها أيضاً بل يحدث لكثير من الجمادات. فبقعة الهواء التي تبدو صغيرة على قطعة المعدن ثم تكبر