للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وتكاد أغراض الموسيقى تشابه الأغراض التي يذهب إليها أدب اللغة في كثير من الحالات، (فالموسيقى الحماسية) هي التي توضع إما لتعبر عن عاطفة قومية وطنية أو لتثير الحمية والإقدام في النفوس، وهي تكون تلحينا لأناشيد كنشيد المرسليين الافرنسي ونشيد اسلمي يا مصر. المصري ونشيد الجمهورية التركية، أو تكون في موسيقى صامتة في (مسير الحرب) لشوبرت أو (مسير الحرية) لصوصة ولعل هذا النوع من الموسيقى الصامتة في الموسيقى الشرقية غث لا قيمة له لا يكاد يبعث حماسة أو يوقد حمية إذا استثنينا بعض المسيرات الحربية التركية. يلي هذا النوع من الموسيقى، موسيقى اللهو والمراقص، وهي التي تعزف في الحانات ودور اللهو والتي يرقص على أنغامها الراقصون والراقصلات، وهذا النوع من الموسيقى هو أساس الموسيقى الشرقية قديماً وما زال متصلا بها إلى الآن وإن كان التهذيب قد ادخله في كثير من نواحيه. أما في الموسيقى الغربية فالتطور عكسي فبعد أن كان هذا النوع في بدء النهضة الموسيقية راقياً فنياً من نوع الكلاسيك صار يتدهور حتى الحرب العظمى فسقط سقوطاً شنيعاً واصبح خلواً من أي شاعرية أو فن والآن أتكلم عن الموسيقى الدينية فهي في الموسيقى الغربية أساس باقي الانواع، فمن معابد روما وهياكلها انتشرت الموسيقى الدينية قي العالم الغربي، وكان رجال الدين في أول أمرهم يقاومون تسرب موسيقاهم إلى الخارج بكل شدة، وكانوا يحافظون عليها كل المحافظة ولكنها ذاعت وانتشرت رغم كل حيطة أو صد، وكل من حملوا علم النهضة الموسيقية كانوا في بدء اشتغالهم بالموسيقى يدخلون الكنائس منتظمين في سلك المنشدين أو لاعبي الأرغن وبعد مضي مدة على اشتغالهم وتمرينهم كانوا يخرجون فينشرون تلك الروح التي تأثروا بها في فجر حياتهم الفنية، واذكر من هؤلاء النوابغ شوبرت مؤلف أوبرا فيرا براس، فقد كان أحد المنشدين بكنيسة ليتشتنتال وهاندل مؤلف (نيرو) و (الميرا) و (وراد ميستر) كان عازفا على الأرغن في كنيسة جويرتزبرج ونشأ هايدن في كنيسة القديس اسطفان بفينا. وكانوا جميعا عندما تنضج أرواحهم وتكمل فيهم بوادر النبوغ، يتمردون على الكنيسة ويخرجون إلى العالم الحر الطليق لتحلق أرواحهم في فضائه متحررة من القيود التي فرضت عليها في المعابد. واعظم القطع الدينية هي (الأوراتوريو) التي منها نشأت (الأوبرا). أما في الموسيقى الشرقية فكيان الموسيقى الدينية

<<  <  ج:
ص:  >  >>