للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

متهدم لا أساس له، هذا باستثناء الهند والصين فان لموسيقاهم الدينية طابع من الرهبة العميقة والتأثير ومن اكبر مؤلفيهم الموسيقيين (تاجور)، أما في الإسلام فالموسيقى تكاد تكون بدعة لا تحليل لها وان كان هناك شيع وطرق تقيمها في أذكارها فهي منظور إليها نظرة بغيضة، وان كنا لا نستطيع أن نغفل ذكر (المولوية) ومركزهم الموسيقى بين موسيقى الأتراك القدماء. وأما الديانة القبطية فللكنائس تراتيلها وأناشيدها ولكنها على حال من السذاجة الفطرية لا تجعل لها أهمية من الوجهة العملية وإن لم تخل من خطرها في التاريخ الموسيقي فهي اصل موسيقى العالم إذا وصلنا موسيقى القبط بموسيقى الفراعنة. ننتهي من الموسيقى الدينية لنتكلم عن الموسيقى التمثيلية، فهي ركن هام من أركان الموسيقى لا يشتغل به إلا منأوتي قدرة واستعداداً خاصا، فكثيرون من نوابغ الموسيقيين الغربيين من أوتوا في أنواع كثيرة من الموسيقى حظاً وافراً ولكنهم لما وصلوا إلى الموسيقى التمثيلية رأوا انهم لا يستطيعون أن يضربوا فيها بسهم وخير مثال لنا هو (بتهوفن) الخالد فقد حاول محاولة واحدة في الموسيقى التمثيلية هي (اوبرا فيدليو) رأى بعدها انه ليس من رجالاتها فرجع إلى السينفوني والسونات واعظم من وضع في الموسيقى التمثيلية الغربية هو (فاجنر) اله الأوبرا و (لوهنجرين) (ودانهوزر) ومقطوعاتهم تشهد لما نقول أما في الموسيقى الشرقية فلم يعرف هذا النوع إلا حديثا وما زال في مهده لم يشب عن الطوق. بقي أمامنا بعد ذلك آخر قسم وهو قسم الموسيقى التصويرية وهو في رأينا اجل الأقسام أخطرها ويكون عادة موسيقى صامتة تصور وتشرح مختلف العواطف والمناظر والمؤثرات ومن أوائل من بدأوا بعمل السيمفوني التصويرية (هايدن) ثم (موزارت) ثم سيدهم أجمعين (بتهوفن) وفي الحق يمكننا بوجه عام اعتبار كل أنواع الموسيقى تصويرية، إذ الموسيقى كالشعر يعبر كل بيت منها أو قصيدة عن فكرة أو يصف موضوعاً، ويستثنى من ذلك (الدراسات) الخاصة وهي التي يطلقون عليها اسم فإنها تكون عادة لدراسة النغم في دائرة قواعده وأصوله

والموسيقى الشرقية خلو من الموسيقى التصويرية، وما جلها إلا دراسات الأنغام ولا يمكن اعتبار البشارف والسماعيات والبستات إلا نوعا من تعبر عن فكرة أو تصف موضوعا

ولعل معترضاً يقول، أو ليس ذلك الراعي الجالس على حافة الغدير أو وسط المراعي ينقل

<<  <  ج:
ص:  >  >>