كل المظالم رُدَّتْ غير مظلمة ... مجرورة في مواعيد ابن عباس
مَنعْتنِي فرحة النجح الذي التمست ... نفسي فلا تمنعَنِّي فرحة الياس
وأبياته التي يقول فيها:
وبعد عن المعروف حتى كأنما ... ترون به سقم النفوس الصحائح
والأبيات التي يقول فيها (ويعتمد العتاب من السباب) وذمه على أي حال لا يقارن بهجاء أبن الرومي الذي بزهم جميعاً في بابه
والبحتري لا يُعني نفسه كثيراً بالتفكير في معضلات الحياة كما يفعل المعري، ولكن أمراً واحداً يفكر فيه كثيراً وهو تفاوت الناس في الحظوظ ولا سيما في قسمة المال حتى أن في بعض قوله نفحة من الاشتراكية؛ فهو يقول إن الغنى مفسدة والفقر مفسدة ويود لو تقاربت الحظوظ في المال، وهو يكرر هذا المعنى فيقول
كان يُحْيِي هالكاً من ظمأ ... بعض ما أوْبق ميْتاً من غرق
ويعني بالظمأ والغرق قلة المال وكثرته، ثم يكرر هذا المعنى فيقول
تفاوتت الأيام فينا فأفرطت ... بظمأن بادٍ لوحُةُ وغريقِ
وتمنيه في البيت الأول أن يسعد جميع الناس في الحظوظ يخالف قول أبن الرومي:
ومُحَالٌ أن يَسْعد السعداءُ ال ... دهرَ إلا بشقوة الأشقياء