بلاد المشرق والمغرب، وعم نور عهده الذهبي فتبدد عن العقول ظلام الجهل، وعن النفوس كابوس الملل
إن التاريخ يعيد نفسه. ومن حسن التوفيق أن يكون إشراق النجوم، وبشير السلام والمودة متصل الحلقات بمحور شريف.
فقد سبق أن حدثت مناسبة سعيدة مشابهة لحادث اليوم، بزواج الأميرة نازلي هانم أخت الخديو إسماعيل، وعمه المغفور له الملك فؤاد بأحد الأعيان التونسيين، وكانت تسكن قصراً بديعاً بالقرب من قرطاجنة على شاطئ البحر وسط بساتين غناء.
تحدثت عنها الكاتبة الفرنسية مريام هاري قالت: أدى بي الحديث مع الأميرة نازلي يوماً إلى الكلام عن المرأة المسلمة، فقالت لي: هل تقصدين المرأة المصرية؟ إنه لا توجد امرأة في العالم عرفت ما عرفته من الاستقلال في عهد الفراعنة! فأمريكا ذاتها لم تبتدع جديداً يمكن أن يقارن بالحركة النسوية التي كانت على ضفاف النيل منذ أربعة آلاف سنة.
لقد كانت تتمتع المرأة المصرية بوحدة الزوجية، بل كانت تنعم بما ينعم به الرجل من الحرية والمراتب، عكس ما كانت تعامل به نساء البلاد الأخرى في ذلك العهد كالإسرائيليات والبابليات وغيرهن.
والزوجة الحقيقة كانت تشارك زوجها في التاج والعرش، وكانت تمتاز عن أختها العصرية بالاشتراك مع زوجها في الأعمال الفكرية، وقد وجدت مؤلفات باسم الزوج والزوجة، وفي الألعاب الرياضية أيضاً، فكانت تخرج معه للصيد والقنص، وكانت ترأس الحفلات)
ثم أفضى الحديث بين الأميرة والكاتبة إلى التحدث عن كليوباترا الملكة العظيمة، فقالت الأميرة نازلي: حقاً إنها كانت ملكة قادرة من أسرة البطالسة، ومع ذلك كان أفول نجم المرأة المصرية بعدها. فقد فرض عليها القانون الروماني الذي أخذ عنه الفرنسيون قانونهم، أن تأخذ ترخيصاً من الزوج في أعمالها، وهذا أمر لا يعرفه الإسلام، إذ ليس الإسلام خلافاً لما يظنون هو الذي جعلنا في مرتبة أقل من الرجال وحرمنا حقوقنا، وإنما هو التفسير غير الصحيح للنص المقدس، وإهمالنا وقعودنا نحن النساء).
ولقد أبيح للمرأة المسلمة على الدوام أن تنص في عقد الزواج على أن تكون منفردة بالزوجية، ولو أن الزوج أخل بهذا النص لعوقب بالحبس