الأخرى وفي الشرايين الشعرية. وتحرك الحيوانات وسيرها على الأرض أو طيرها في الهواء أو عومها في الماء، كل هذا يجري طبقاً لقواعد علم الميكانيكا دون غيرها. وإبصار العين وسمع الأذن وحدوث نبرات الصوت ارتفاعاً وانخفاضاً، كل هذا يحصل بمقتضى القواعد المقررة في علمي الضوء والصوت المتفرعين من علم الطبيعة. وكذلك الحال بالنسبة للتلقيح وانقسام الخلايا وتكوين الجنين وتكوين الزهور والأثمار. . . الخ. وكذلك الحال أيضاً فيما يتعلق بالانفعالات النفسية والغرائز والعواطف والتفكير، فقد توصل العلماء إلى إرجاع الكثير منها إلى ظواهر طبيعية وكيميائية محضة وفسروها بالعوامل الطبيعية التي تدير الجمادات. ويضيق بنا المقام لو أردنا شرح شيء من ذلك لأن هذا يستغرق المجلدات الضخمة العديدة، فنحيل القراء على المؤلفات الحديثة في علوم البيولوجيا والفسيولوجيا والبسكولوجيا. ونقصر حديثنا الآن على الناموسين الأساسيين اللذين تتفرع منهما باقي نواميس الكون وهما ناموس عدم تلاشي المادة وناموس عدم تلاشي الطاقة (القوة سابقاً) '
المادة والطاقة
ينقسم كل ما في الوجود إلى مادة وطاقة ولا ثالث لهما. فالمادة تشمل الكواكب والشموس والسيارات ومنها الأرض وما عليها من المعادن والجبال والبحار والمواد التي تشكلت بشكل خاص كالأجسام المبلورة والكائنات المسماة بالحية كالإنسان وباقي الحيوانات والنباتات
والطاقة تبدو في صور مختلفة معدودة تتحول من الواحدة إلى الأخرى وهي الكهرباء، والجاذبية، والضوء، والطاقة الميكانيكية كالحركة، والطاقة الكيميائية الكامنة في ذرات المادة، والحرارة
والمادة والطاقة ليستا مستقلتين إحداهما عن الأخرى فلا يمكن تصور وجود الواحدة منهما بمفردها دون الأخرى
بل ثبت أخيراً على اثر اكتشاف الراديوم والأجسام المتشععة المماثلة له، أن المادة تتحول إلى طاقة والطاقة إلى مادة، فكأنه لا وجود للمادة في الواقع، وأنها ليست إلا طاقة متكاثفة كما أن السوائل غازات متكاثفة وكذا الجمادات بالنسبة للسوائل.