من كل بيت يكاد الميت يفهمه ... حسناً ويعبده القرطاس والقلم
إلى أبي تمام (أستاذ كل من قال الشعر بعده) - كما قال المتنبي - والحق أن هذا القول من خير ما يوصف به شعر حبيب. ولكنه ليس له ولم يشتمل عليه ديوانه، وبعض ما عند أبي تمام أو أبي التمام كما يسميه الحسن بن رجاء يكفيه. وهل من الإنصاف أن يعطي العظيم القوي الغني قوت المساكين
عجباً للناس في أرزاقهم ... ذاك ظمآن وهذا قد غرق
والبيت الميمي إنما هو للبستي. وقد نسبه إليه نسبة صادقة صديقه الإمام عبد الملك الثعالبي في (اليتيمة) في أول سيرته قال: (أبو الفتح علي بن محمد الكاتب البستي صاحب الطريقة الأنيقة في التجنيس البديع التأسيس، وكان يسميه المتشابه، ويأتي فيه بكل طريفة لطيفة. وقد كان يعجبني من شعره العجيب الصنعة البديع الصيغة قوله:
من كل معنى يكاد الميت يفهمه ... حسناً ويعبده القرطاس والقلم
وبعد فما جئنا إلى الأديب الكبير الأستاذ (شكري) ناقدين وإنما أقبلنا مثنين على أدبه العالي وبحثه ومحيين
(القارئ)
مسألة فيها نظر
للدكتور إسماعيل احمد أدهم رأي في سياق دراسته لمطران نشر في المقتطف يتصل بتأثير بعض الأدباء في بعض، وقد عقب عليه الأستاذ عبد الرحمن شكري في العدد الأخير منها، فأرسل الدكتور أدهم إلينا هذه الكلمة تعليقاً على ذلك التعقيب، والمسألة لاتصالها بتاريخ الأدب تحتاج إلى تمحيص ودرس
حضرة الأستاذ صاحب الرسالة
قرأت كلمة الأستاذ عبد الرحمن شكري مدروجة بعدد المقتطف الذي صدر في أول أبريل سنة ١٩٣٩ تعليقاً على دراستي عن خليل مطران: وإن ما أعلمه من تبحر الأستاذ الشاعر في الأدب يسمح لي بأن أذكره بان الناقد لا يأخذ برأي المنقود أخذاً تاماً، وقد يخالفه في