بعد أن سمل أوديب عينيه نفاه كريون باتفاق بينه وبين أبنيه المتنازعين على العرش مما جعل أوديب يرسل لعنته على ولديه. . . وذهب الملك الأعمى ليأوي إلى الأحراج والكهوف فتبعته ابنته أنتيجونى لتعينه وتقوده وتسليه، وكانت ابنته الثانية إسمنيه تختلف إليه في الخفاء لتنهى إليه أسرار طبية. . . وتمضي السنون. . . ثم تقول نبوءة إن أوديبوس إذا مات في أرض أجنبية وأشتملت جثمانه تلك الأرض فإنها لا تلبث أن تغزو طيبة وتنتصر على أهلها. . ويذهب أديبوس على وجهة في الأرض، تقوده أنتيجونى حتى يأتيا أحراج يومينيدز أو ربات اللطف والرحمة فما يكاد الملك يمس بقدمه أرضهن حتى يشيع فيه إحساس الرضى والشعور بالرحمة فيعلم أن الربات قد عفون عنه وغفرن له ذنبيه العظيمين: قتل أبيه وزواجه بأمه. ثم تأتيه بذلك النبوة، وتشمله حماية الربات، ويتلقاه ثيذيوس عظيم كولونوس فيكرم مثواه ويعطيه عهده على أن يحميه ضد ولده وضد كريون على السواء. . . وهكذا تنتهي آلام هذا الرجال التعس، وتعود إليه طمأنينته بعد أن كفر عن ذنبه. . .
والمأساة لا عقدة لها، بل هي سلسلة من الآلام عرضها سوفوكليس عرضاً جميلاً رائعاً، واستجمع لها رصانة الأسلوب ودقة الأداء وفتنة الفن. . . وقد مات سوفوكليس ولم يشهد مأساته تمثل، وقد تولى إخراجها حفيده المسمى باسمه فجمع لها قدسية الأكروبوليس وشدو البلابل وعظمة أثينا التي حطمتها إسبرطة
وبعد، فهذا عرض سريع مقتضب لا يغني عن قراءة الأصول شيئاً.