وجودي - استلقى على مقعد استلقاء المجهد السقيم وان أنة المتوجع المكلوم.
وسمعت صوت الكاهن الهادئ يخترق ذلك الظلام بنبرات خفية متزنة ولست اذكر ألفاظه ولكني كنت افهم ما اسمع بإلهام عجيب: قال (أي بني! شملتك رحمة آمون).
فصاح الملك صيحة مكبوتة (أيها الشيخ! نحن هنا وحدنا)
فقال الكاهن (اعرف ذلك ولهذا اطلب لك رحمة آمون)
فقال الملك بالصيحة ذاتها (ليتني كنت لا اعرف! ليتني كنت أستطيع أن اصدق!)
فقال الكاهن (أي بني! انك لا زلت شاباً وقد يغتفر للشاب أن يشك أحياناً)
فصاح الملك (اشك؟ إنني لا اشك. إنما انطق عن عقيدة. فلماذا يكون لتمثال مصنوع من الذهب في قلبي من الاحترام؟)
فقال الكاهن بلهجة مرة (ولكنك ملك. وان كنت لا تستطيع أن تصدق فعليك أن تصدق.)
فقال الملك محتدا (ماذا اصدق؟ هل اصدق إن آمون اله يرحم، أو جبار ينتقم؟ نحن هنا وحدنا فلا بأس أن تقول الحقيقة مجردة. ليس آمون هو الذي يتطلب مني الإيمان والخضوع بل هو (آي) الكاهن الأعظم وليس هو آمون الذي يرضى أن يسخط بل هم الكهنة الذين يحملون رمزه ويقومون على سدانة تمثاله الأخرس. هم كهنة آمون اللذين يطلبون مني الخضوع والعبادة) فقال الكاهن بهدوء (ثم ماذا؟) فقال الملك (ومع ذلك فقد كنت صريحا مع نفسي ورضيت بتغيير اسمي من (توت عنخ آتون) إلى (توت عنخ آمون) فتركت الإله الواحد القادر وآمنت بإله مزيف وأنا عالم بأنني إنما أؤمن بإله مزيف ولكي اضلل وأزيف.
فقاطعه الكاهن وقد بلغ الغضب على هدوءه وسخريته المرة قائلا:
(حسبك يا ساكاي) فصاح الملك (ساكاي!)
فأجاب (آي) (نعم ساكاي. انك لا تمت إلى الملوك إلا بصلة النسب والاعتقاد. وقد بطل ذلك الاعتقاد الفاسد في إلهك (آتون) منذ مات ذلك المجرم الذي كان يحكم في (آختاتون) وأما علاقة النسب فمن السهل البحث عن علاقة أقوى منها واجدر بالملك)
وعند ذلك لاح شبح الملك وهو ينهض غاضباً ويرفع رأسه متحدياً. ولكنه لم يقل كلمة واحدة بل بقى واقفاً وصدره يزدحم بأنفاسه. ونهض الكاهن كذلك ووقف أمامه واستمر في