للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لنشر الدعاية لها. . .

ماذا يضايق الإنجليز؟

نشرت مجلة تصدر في برلين مقالاً تحت هذا العنوان نلخصه فيما يأتي:

للإنجليزي مقدرة عجيبة على التضجر ينفرد بها عن سائر الناس. فهو يتعمد أن يدوس على الأقدام عامداً متعمداً ليبدو أنه سيد العالم

فما يضجر الإنجليزي أن تأكل أمامه ونفسك مفتوحة للطعام، وحسبك أن تمضغ لقمة لتكون قد خرجت عن حدود اللياقة والعرف

لا بأس لدى الإنجليزي أن يراك ثملاً، مادمت تستطيع أن تسير في الطريق في هدوء واعتدال،

ويتضايق الإنجليزي إذا جلست معه إلى طعام وأدخلت ملعقة الحساء مثلاً في فمك، فإنه يعد ذلك من علائم الانحطاط وسوء التربية

ومما يضايق الإنجليز أن تدخن وأنت في لباس السهرة - وقد فعل ذلك سفير أمريكا - فقوبل عمله بنقد شديد. وعلى أن هذه العادة أخذت تزول منذ ظهر مستر بلدوين يدخن لأول مرة في لباس السهرة ومما لا يقبله العرف الإنجليزي أن تطلب فتاة أو زوجة حديثة السن للرقص قبل أن تقدم إليك إذا جمعكما منزل واحد

ولا يطيق الإنجليزي أن يراك تتكلم في الفلسفة أو الدين إلا إذا دعاك هو للكلام في هذه الشئون، لأن الإنجليزي يعتقد في نفسه العصمة من كل ما يسبب الضجر للآخرين. وهو يميز نفسه دائماً عن الأجنبي، لأن الأجنبي لا يعرف ما يضايق الإنجليز

وهذا المظهر من عادته أن يجعل الأجانب من رجال السياسة الذين يفدون إلى إنجلترا على حذر في كل ما يأتونه هناك إن لم يكن عندهم شيء من الرصانة والثقة بالنفس

فإذا عرف إنسان ما يضايق الإنجليز في بلادهم، فقد أصبح إنجليزيا في عرفهم مهما تكن جنسيته

وقد نقلت هذه النبذة مجلة إنجليزية تحت عنوان (ماذا يقولون عنا) وعلقت عليها بنبذة من كلام أمرسون عن الخلق الإنجليزي جاء فيها:

(إن الإنجليزي لا يقدم على عمل بنصف قواه، ولكنه يقدم عليه بكل قواه. أنه لا يطيق حياة

<<  <  ج:
ص:  >  >>