أولاً: لأني اطلعت على الأدب العربي والأوربي في سن مبكرة بالمدارس الابتدائية والثانوية وذكرت الأدلة وقارنت بين كل قصيدة لي والقصائد التي احتذيتها في مقالة (المقتطف)
ثانياً: إن قوله إن شعري يغلب عليه التشاؤم خطأ، ولا أظن أنه يرفع قدر شعر مطران لو صح، وفي شعري التفاؤل والتشاؤم
ثالثاً: أن ثقافتي الأوربية في أول نشأتها كانت ثقافة إنجليزية، وثقافة مطران في أول نشأتها كانت ثقافة فرنسية. ويتضح ذلك من توجيهي قصيدة في الجزء الأول من ديواني إلى الشاعر بيرون، ومن تعلمي اللغة الإنجليزية واتساع المجال إلى قبل سفري إلى إنجلترا وبعده للاطلاع على الأدب الإنجليزي
رابعاً: إن الأدب الفرنسي الذي اطلعت عليه اطلعت عليه في كتب مترجمة إلى اللغة الإنجليزية لا في شعر مطران، وإذا شرفني الدكتور أطلعته عليها وعلى ما أشرت به في هامشها خامساً: إن كثيراً من شعري ونثري يغلب عليهما التحليل النفسي أو السخر أو التفكير في مذاهب التفكير الأوربية الإنجليزية والفرنسية والألمانية الخ. ولم أر ولا أظن أن أكثر القراء رأوا مثل ذلك في شعر مطران، وسأوضح مراجع هذا التفكير الذي تأثرته في الأدب الأوربي
سادساً: إني لم أطلع على ديوان مطران إلا بعد نشري جزءاً من شعري على الأقل. وقد كنت قرأت شعر البارودي في الصغر ورثيته بقصيدة نشرها خليل بك نفسه في مجموعة مراثي البارودي، وكانت قراءتي لشعر البارودي لنشر أستاذه المرصفي الكبير كثيراً من قصائده وقصائد من عارضهم في كتاب (الوسيلة الأدبية) الذي وجدته في مكتبة أبي وأنا تلميذ بالمدارس الابتدائية
سابعاً: أني لم أقابل الأستاذ مطران غير ثلاث مرات، مرة في قهوة نلسون في الصيف بالإسكندرية على غير قصد، ومرة أخبرني الدكتور أبو شادي أن خليل بك يرحب بأن أزوره، والمرة الثالثة قابلته أخيراً في مكتب العشماوي بك في وزارة المعارف (أو هما مرتان). ولم يحاول في مرة منها أن يجعلني تلميذه أو أن يشجعني، ولم يشر إلى أتى أقاربه في مذهبه؛ بل إني ظننت وبعض الظن إثم، أنه في حديثه عن الأدب في قهوة