للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نلسون في اللقاء الأول كان ينتقد مذهبي من غير إشارة انتقاداً مراً، وكنت قد نشرت أربعة أجزاء. والذي أعرفه خليل بك في ذلك العهد كان يتنصَّل من أن يكون قد أثر في الشعراء الشبان. وإذا كان قد شجع شباباً غيري فإنه لم يشجعني مطلقاً إلا بنشر رثائي للبارودي قبل ذلك العهد وقد أرسلته بالبريد ولم أكاتبه مرة أخرى. والحقيقة أن كلمة التجديد في ذلك العهد كانت يساء بها الظن كما لا يزال يساء بها الظن، وأن هذا كان من دواعي موقف خليل بك، وقد تحول الآن قليلاً

ثامناً: إنه من سوء حظي أني عندما اطلعت على شعر خليل بك لم أطلع على أحسنه وأروعه وأفخمه، بل اطلعت على القصائد التي نظمها لمداعبة الآنسات السوريات وجعلها على قدر فهمهن فظننت أن كل شعره من هذا القبيل. وزاد هذا الاعتقاد أني قرأت له شعراً يشبه بعض شعر الحفلات والحياة الفرنسية والاجتماعية. وقوى هذا الاعتقاد إكثاره من شعر المناسبات اليومية التي لا أكتب فيها ولا أرى أنها من خير الشعر، وقلة اهتمامه بنشر شعره لاشتغاله بالتجارة مما أخمل شعره الجليل وقلَّل أثرة؛ ومَدْحُ بعض الشعراء المتطرفين في التجديد له جعلني أشك في شعره وأزهد في قراءته ومنعني من تأثره والاستفادة منه كما كان ينبغي

عبد الرحمن شكري

عبث الوليد

قرأت ما كتبه الأستاذ الكبير عبد الرحمن شكري عن أمير الصناعة البحتري فكان عندي موضع إعجاب وإجلال. وإني لمعجب ومقدر لما يكتبه الأستاذ من الأبحاث القيمة والموضوعات الأدبية الطريفة فأقرأه بشغف وأتزود منه وأنتفع به. غير أن لي ملاحظة على قوله إن المعري (شرح ديوان البحتري وسماه عبث الوليد. ولعمري لو كان شعر البحتري عبثاً ما احتفل له أبو العلاء ولما سلخ له زماناً من عمره في شرحه وإلا كان المعري عابثاً لإضاعة وقته في شرح العبث الخ)

فإن المعري لم يشرح ديوان البحتري كله. وحاشا المعري أن يسمي سلاسل الذهب عبثاً. وكيف يصح ذلك منه وهو الذي يقول: (المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري)

<<  <  ج:
ص:  >  >>