للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلا ما لا بد منه ولا معدي عنه في سن الشباب، والزمن والتجربة علاج كاف مضمون!

والقصة في موضوعها هي قصة المؤلف في الحياة، وما لاقاه فيها من حوادث، ومأثر على نفسه من مؤثرات. والناس جميعاً متشابهون فيما يقاسمون من صروف الدهر، وعنت الأيام، ولكن القليل فيهم هو الذي ينتفع بالتجربة، ويتدبر العواقب، ويستخلص النهج الذي يجب أن يسلكه هو وأمثاله. والأديب حينما يقدم لك صورة من نفسه، فإنه في الواقع يقدم لك صورة من الحياة، ولكن بعد أن يقربها لعقلك وإدراكك، ومن ثم تكون اللذة والإفادة. فلعل الذين يطالعون هذه القصة يجدون فيها كما وجدت صورة رائعة تمثلت في حياة نفس مصرية

في غرفة التحقيق

وهذه قصة كسابقتها، هي صورة من حياة مؤلفها الأديب محمود محمد علوان، ولكنها حافلة بتعدد الشخصيات وكثرة المناظر؛ وكأني بها قطعة صادقة من الحياة الواقعية، أراد صاحبها أن يتحرى فيها الصدق والإخلاص فبلغ غايته ووفق إلى ما أراد.

صدر القصة سرد لتاريخ المؤلف وصلته بالحياة وبالناس وهو في كنف والده أيام الدراسة، وهي إلى هذا الحد قصة عادية أشباهها في الحياة كثير. ولكن المؤلف بعد ذلك يقص حياته في العمل بسكرتارية التحقيقات بنيابة دمنهور، وهو في هذه المرحلة لا يحفل بشخصه، ولكنه يهتم بتصوير ما يصادفه من الحوادث العجيبة، والشخصيات الغريبة، والوقائع التي تبكي وتضحك مما يتصل بأعمال النيابة في الضبط والمعاينة والتحقيق، ولا شك أن المؤلف قد تأثر كثيراً بالأستاذ الحكيم في يوميات نأب في الأرياف وإن كان بينهما البون الشاسع في سرد الوقائع، وترتيب الحوادث، والوضع الفني للقصة وأسلوب الكاتب أسلوب سهل قريب إلى النفس، يدل على طبع موهوب وإن كان لا يخلو من هفوات لا يسلم منها الناشئ

القصتان

وهما قصتان من صميم الحياة المصرية، إحداهما بعنوان (ثورة) والأخرى بعنوان (الرضيع) وضعهما مؤلفهما الأديب عبد الحفيظ أبو السعود دعاية للفضيلة، وانتصاراً

<<  <  ج:
ص:  >  >>