للأخلاق الكريمة التي عصفت بها روح العصر، وطغت عليها مدنية زائفة كلها الأذى والشر والتبذل والفساد لنفوس الشباب، وقلب الأوضاع الثابتة، والتقاليد المرعية
والمؤلف الفاضل بارع في السرْد القصصي، وحبك الوقائع حتى ليسير بالقارئ في تسلسل وانسجام، فلا نبو ولا شذوذ ولا اقتضاب، ولكنها طبيعة الحياة، واطراد الحوادث. وأسلوبه قوي سليم، ولكن يكثر فيه الترادف والتعابير الضخمة التي لا تلائم روح القصة. إن من الواجب على الكاتب أن يجيد الربط بين المعنى وبين لبوسه من الألفاظ والتعابير، وأن يكون أسلوبه ملائماً لمواقع الكلام. وتلك ناحية يستطيع المؤلف أن يخلص منها في يسر وسهولة، حتى يتم له الاتصال بنفس القارئ في يسر وسهولة.
نجوى المنى
جملة طيبة من المقطوعات الشعرية، نظمها الأديب الشاعر عبد الله حسين رزق في موضوعات تتصل بنفسه، فهي آلام وآمال وعواطف وأحاسيس اعتلجت في نفس الشاعر فجلاها للناس في أسلوب مشرق صادق، وترجم عنها بالأداء أحسن ترجمه. وإذا كان ما يخرج من القلب يصل إلى القلب كما يقول الجاحظ فلا شك أن الشاعر الأديب قد استطاع ان يصل إلى قلب قارئه.
أما الملكة الشعرية والأداة الشعرية فأنهما كما يقول الأستاذ خليل شيبوب في مقدمة الديوان - قد استقامتا للناظم، وليس عليه إلا أن يتعهدهما حتى يستكملهما، وما كثير من المعاني التي يتلمسها، ويمر بها دون أن يستوفيها إلا ومضات ذهنية لا تزال تموج بها ميعه الصبا، ولعلها تنجلي عن شمس الضحى في النهار المشرق.
ألحان الفجر
وتلك مقطوعات أخرى نظم عقدها الشاعر محمد المصري محمود، وهي قطع من عواطف المؤلف في الوطنية، وشعوره نحو الجمال وتقديره للعاملين من أبناء الوطن في السياسة والعلم والأدب.
وألحان الفجر باكورة تدل على استعداد صاحبها للشعر وتنبئ عن ملكة لا بدل لها من المران والتدريب حتى تنمو وتنضج. وإنك لتطالع فيه كثيراً من الأبيات المفردة،