للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

عالم عاش فيه الحيوان بغرائزه الوحشية، يقوى فتنتشر مخالبه بين شعره المنفوش، ويضعف فتنطوي تحت حريره المفوف؛ وبين عالم يعيش فيه الإنسان بطباعه المدنية، يعدل بين جنسه وغير جنسه، ويحب لغيره ما يحب لنفسه، ويطمس في ذهنه حدود البيت والأسرة، ومعالم الوطن والأمة، ليصبح الناس كلهم أسرته، والدنيا بأسرها وطنه.

ويومئذ تستطيع الإنسانية أن تتبجح بميزة العقل والعلم وتقول لقافلتها الضاربة في مجاهل الأبد وهي لا تملك مشاعرها من القلق والفرق: لقد زال الطمع فزالت العداوة، ومات الجوع فماتت الحرب.

احمد حسن الزيات

<<  <  ج:
ص:  >  >>